حرم الله تعالى التشاؤم وحذر منه ورغب للمؤمن أن يكون متفائلا في أموره كلها وأن يرى الخلاص في كل شيء مهما كانت المشاكل أمامه.
معنى التشاؤم:
والتشاؤم، وأصله: الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي، وقد كان الناس قديما يتشاءمون من أمور بعينها ونم أشهر ما روي عنهم في هذا التطير بالسوانح والبوارح؛ حيث كانوا ينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وتشاءموا بها.
وهذه الطريقة وأشبهها مما يفعله بالعض في العصر الحالي محرمة ومنهي عنها؛ بل الاعتقاد بها يؤدي إلى الشرك ولذا نفى الشرع ذلك ونهى عنه وأبطله، وأخبر أنه من الشرك، فقال صلى الله عليه وسلم: "الطيرة شرك" الحديث رواه أبو داود وابن ماجه والإمام أحمد.
التشاؤم يؤدي للشرك:
وما يجد الإشارة إليه أن نهي الإسلام عن التشاؤم ليس فقط لأنه يصرف الجهد ويدعو للكسل وقلة العمل بل لأنه قد يؤدي للشرك بمعنى الخروج من الملة إذا اعتقد الإنسان أن ما تطير به هو الفاعل في الحقيقة، فإذا اعتقد أن ذلك الشيء الذي تطير به هو الذي يضره وينفعه فهذا كفر ناقل عن الإسلام، كما أن التشاؤم قد يكون التطير شركاً أصغر -أي ذنباً كبيراً ولكنه لا يخرج عن الملة- وذلك إذا اعتقد المتطير أن الضار النافع إنما هو الله، ولكن المتطير به سبب لذلك الضر أو النفع، ووجه كونه شركاً أنه جعل سبباً ما لم يجعله الشارع سبباً.
كيف أتخلص من التشاؤم؟
وأفضل وسيلة للتخلص من هذا الداء الذي ابتلي به الكثيرون هو أن يجدد المؤمن علاقته بربه ويعلم أن الضار والنافع هو الله تعالى ولا يتوقف في فعله للأشياء أو تركها إلا على مشروعيتها بعد أخذه بالأسباب دون الركون إليها وهو المعنى الحقيقي للتوكل، وقد أشار راوي الحديث -وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه- إلى طريقة التخلص من هذا العمل الذي قلما تسلم منه النفوس -وهو التطير- فقال رضي الله عنه: وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل. أي بسبب الاعتماد على الله تعالى والاستناد إليه.