على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه.
فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه.
حكم وعبر:
1-أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه.. من عاب الناس عابوه.
2- سوء الظن على ضربين أحدهما منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم والضرب الآخر مستحب.
وأما الذي نهي عنه فهو استعمال سوء الظن بالمسلمين كافة .. والذي يستحب من سوء الظن فهو كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكره فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره لئلا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه.
3- عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا".
4- وقال الحسن البصري: لا تسأل عن عمل أخيك الحسن والسيء فإنه من التجسس.
5- وجاءت الحكمة :" في الكتب مكتوب كما تدين تدان وبالكأس الذي تسقي به تشرب وزيادة لأن الباديء لا بدله من أن يزاد".
6- التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بغمومه وأحزانه كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه ولا يفكر في جناياته وأشجانه.
7- وقال الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص : مكتوب في التوراة من تجر فجر ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها.
8- وقالت ابنة الصحابي عبد الله بن مطيع الأسود وهي زوجة طلحة بن عبد الله بن عوف لزوجها: ما رأيت أحدا قط ألأم من أصحابك.
فقال: مَهْ لا تقولي ذاك فيهم وما رأيت من لؤمهم.
قالت : عظيما والله بيننا.. قال : وما هو قالت إذا أيسرت لزموك وإذا أعسرت جانبوك.
قال : مازدت على أن وصفتهم بمكارم الأخلاق.. قالت: وما هذا من مكارم الأخلاق.. قال يأتوننا في حال القوة منّا عليهم ويفارقوننا في حال الضعف منّا علينا.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علي