:
من رأى الجنة عياناً نال ما اشتهى وكشف عنه همه. ومن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصراً عن الحج بعد الهم به أو يمنع عن التوبة من ذنب وهو عليه مصر فيريد أن يتوب منه. فإن رأى كأن باباً من أبواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبويه. ومن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له فإن أبويه ساخطان عليه.
ومن دخلها من أي باب شاء فإن أبويه عنه راضيان و نال سروراً وأمناً في الدارين. ومن رأى أنه دخل الجنة فقد يكون اقترب أجله، وقيل يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة إن كان يعرفه.
ومن دخل الجنة نال مراده بعد احتمال مشقة لأن الجنة محفوفة بالمكاره وقيل يصاحب أقواماً كباراً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض الله تعالى. ومن قيل له إنك تدخل الجنة فإنه ينال ميراثاً. ومن رأى كأنه في الفردوس نال هداية وعلماً. ومن رأى كأنه جالس تحت شجرة طوبى في الجنة فإنه ينال خير الدارين. ومن رأى كأنه في رياض الجنة رزق الإخلاص وكمال الدين. ومن رأى كأنه يأكل من ثمرها رزق علماً بقدر ما يأكل، وكذلك لمن شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة وعلماً وغنى.
ومن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة امرأته وصلاحها. ومن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر نال رياسة وظفراً على العدو. ومن رأى رضوان خازن الجنة نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً وسلم من البلاء. ومن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة فإنه يصبر على أمر يصل به إلى الجنة ويختم له بخير.
وربما دل دخول الجنة على البركة والرزق، وربما دل دخولها على ذهاب الحزن، وإن دخلها الناس كافة دل على الرخاء والعدل من الملك وحلول البركات في الثمار والزرع وربما استشهد الداخل فإن دخلها وكان معه سيفه أو لأمه حربة مات شهيداً وإن دخلها وكان معه كتابه كان ذلك بعلمه وعمله وإن دخلها وكان معه مال ربما دخلها بأداء الزكاة ، وإن دخلها وكان معه زوجته فقد يناهلها بمعاشرتها في الدنيا بالمعروف، وإن دخلها ذاكراً أو مسبحاً فربما نالها بتهجده وتسبيحه وتقديسه فإن دخل من باب الريان ربما نالها بصيامه. ومن رأى أنه يطوف في الجنة دل على سعة رزقه وعلو شأنه والأمن من الخوف ومن كان خائفاً ورأى أنه دخل الجنة أمن وإن كان مهموماً فرج عنه همه وإن كان أعزب تزوج. والله أعلم.
*للتواصل مع الأستاذ عبدالحي العسكري معبر الرؤى وتفسير الأحلام:
[email protected] اقرأ أيضا:
رأيت نفسي داخل الكعبة وأعطوني التمر.. ما تفسير الرؤيا؟