من أدرك بعمق معنى لا حول ولا قوة الا بالله، فإنه يخرج من تدبير نفسه إلى تدبير ربه فيحدث له التسليم ويحدث له الرضا ويحدث له حسن التوكل، لأن لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز عرش الرحمن، فنحن أمام عنوان ومفتاح نستطيع به أن نصل إلى أن نرى الله سبحانه وتعالى في كل شيء، ومن ثم فإن فضلها عظيم جدًا.
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا، ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة، أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله».
باب الجنة
للجنة أبواب، من أهمها (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فعن قيس بن سعد بن عبادة، أن أباه دفعه إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قلت: بلى قال: لا حول ولا قوة إلا بالله»، إذن الأمر سهل جدًا أن تجعل لنفسك بابًا من أبواب الجنة، وهو بالحفاظ على ترديد هذه الجملة العظيمة، التي لا تأخذ منا وقتًا كبيرً، لكنها عند الله لها فضل ليس له مثيل.
وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته».
اظهار أخبار متعلقة
كلمات الخالق
قد لا يعلم كثير من الناس أن (لا حول ولا قوة إلا بالله) إنما هي كلمات لله عز وجل، ومن ثم من كان لله لاشك كان أجره عظيم.
عن سعد قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله، قال: «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد الله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ، قال فهؤلاء لربي، فما لي، قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني».