أخبار

عصير "سحري" لمحاربة مرض الكبد الدهني وتليف الكبد

لا تفوتك.. فوائد مذهلة لتناول الموز الأخضر

الموت يوم الجمعة.. من علامات حسن الخاتمة .. وهذا هو الدليل

الشهيد.. أعظم نموذج عن حقيقة السعي

ستقف بين يدي الله.. سؤاله عن ذنوبك أشد من ذهابك إلى النار؟

لماذا الأخلاق في حياتنا.. هل وقفت على ما أدّبنا به القرآن؟

حلف على المصحف كاذبًا وهو جنب ليبرئ نفسه أمام زوجته من الخيانة ولا يهدم بيته.. ما الحكم؟

وقلوبهم وجلة.. هكذا المسلم يخشى عدم قبول عمله الصالح ولا يهدأ حتى يبشر بالجنة

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

كل ركن من أركان الإسلام مكفر للذنوب.. أين يكمن الخطر؟

من أنوار "الحجرات".. دستور المؤمنين قبل السقوط في فخ الأعداء

بقلم | أنس محمد | الاثنين 05 اغسطس 2024 - 11:08 ص


مثلت سورة الحجرات وأنوارها في القرآن الكريم، دستورًا للأخلاق الاجتماعية للمؤمنين قبل السقوط في فخاخ الأعداء، وما يخططون له من مكر وكيد للمؤمنين لكسر وحدتهم، وقطع شريان دولتهم، فدلت أنوار سورة الحجرات من خلال 18 آية و 6 نداءات على كل ما ينير الطريق للمؤمنين.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 6 - 10].

روى الإمام أحمد عن الحارث بن ضرار الخزاعي أنه قال:(قدمت على رسول الله، فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، وأقررت به، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام، وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، فيُرسلُ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً لإبَّان كذا وكذا، ليأتيك ما جمعت من الزكاة... فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ زمان الوعد الذي أراد رسول الله أن يبعث إليه، احتبس الرسول فلم يأتِ، فظن الحارث أن قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله، فدعا سروات[3] قومه، فقال لهم: إن رسول الله كان وقَّت لي وقتًا يرسل إليَّ رسوله ليقبضَ ما كان عندنا من الزكاة، وليس من رسول الله الخُلْفُ، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت، فانطلِقوا فنأتي رسول الله، وبعث رسول الله (الوليد بن عقبة) إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق، فرق[4] فرجع، فأتى رسول الله فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب رسول الله البعث[5] إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه حتى استقبله البعث وقد فصل عن المدينة، قالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال: إلى أين؟ قالوا: إليك، قال: ولِمَ؟ قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعث إليك (الوليد بن عقبة) فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله، قال: لا والذي بعث محمدًا بالحق ما رأيته، ولا أتاني، فلما دخل الحارث على النبي قال: ((منعت الزكاة وأردتَ قتل رسولي؟!))، قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته، ولا أتاني، وما أقبلت إلا حين احتبس عليَّ رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ خَشِيتُ أن تكون كانت سخطة من الله ورسوله؛ فنزلت الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا... ﴾ [الحجرات: 6].

وأما قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ﴾ [الحجرات: 9]، فذكر في سبب نزولها ما أخرجه البخاري ومسلم، وابن جرير وغيرهم، عن أنس رضي الله عنه، أنه قال: (قيل للنبي: لو أتيت (عبدالله بن أُبَيٍّ) فانطلق إليه وركب حمارًا، وانطلق معه المسلمون يمشون، فلما أتاه النبي قال: إليك عني[7]، فو الله لقد آذاني نَتْنُ حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمارُ رسول الله أطيبُ ريحًا منك، فغضب لعبدالله رجل من قومه، وغضب للأنصاري آخرون من قومه، فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فأنزل الله فيهم: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا... ﴾ [الحجرات: 9].

وفي قوله تعالى: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ ﴾ في هذا التعبير إشارة لطيفة إلى أن المؤمن ينبغي أن يكون حَذِرًا يقظًا، لا يقبل كل كلام يُلقى على عواهنه دون أن يعرف المصدر، وتنكير (فاسق) للتعميم؛ لأنها نكرة في سياق الشرط، وهي كالنكرة في سياق النفي تفيد العموم، كما قرره علماء الأصول، والمعنى: إن جاءكم أيُّ فاسق فتثبتوا من خبره، وجاء بحرف التشكيك (إن)، ولم يقل: (إذا) التي تفيد التحقيق؛ ليشير إلى أن وقوع مثل هذا إنما هو على سبيل (الندرة)؛ إذ الأصل في المؤمن أن يكون صادقًا.

وسُئِل بعض العلماء عما وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم من قتال، فقال: تلك دماء قد طهَّر الله منها أيديَنا، فلا نلوِّثُ بها ألسنتنا، وسبيل ما جرى بينهم كسبيل ما جرى بين يوسف وإخوته.

وسئل الحسن البصري عن قتالهم فقال: قتال شَهِدَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغِبْنَا، وعلموا وجهلنا، واجتمعوا فاتَّبعنا، واختلفوا فوقفنا.

اقرأ أيضا:

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

ما أرشد إليه دستور الحجرات؟


1- وجوب التثبت من الأخبار، وعدم الوثوق بخبر الفاسق الخارج عن طاعة الله.

2- وجوب التريُّث قبل الحكم على الأشخاص لمجرد سماع الأنباء؛ خشية الظلم والعدوان عليهم.

3- الرسول صلى الله عليه وسلم هو المرجع للمؤمنين؛ فلا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يقطع بأمر دونه.

4- وجوب الإصلاح بين طوائف المؤمنين عند حصول النزاع؛ خشية تصدع الصف وتفرُّق الكلمة.

5- إذا بغت إحدى الطائفتين على الأخرى، ولم يمكن الإصلاح، وجب قبر الفتنة بحدِّ السيف.

6- المؤمنون إخوة جمعتهم رابطة (العقيدة والإيمان)، وهذه الرابطة أقوى من رابطة النسب والدم.

7- يجب على المؤمنين مقاومة أهل البغي؛ إبقاءً لوحدة الأمة الإسلامية، ودفعًا للظلم عن المستضعفين.



الكلمات المفتاحية

سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ دستور الأخلاق الاجتماعية للمؤمنين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مثلت سورة الحجرات وأنوارها في القرآن الكريم، دستورًا للأخلاق الاجتماعية للمؤمنين قبل السقوط في فخاخ الأعداء، وما يخططون له من مكر وكيد للمؤمنين لكسر و