حذرت دراسة حديثة من أن النساء اللواتي يعانين من السمنة قبل وأثناء الحمل يولدن أطفالًا يعانون من صعوبات معرفية وسلوكية مع تقدمهم في العمر.
وأظهرت الدراسة، أن الأطفال الذين ولدوا لأشخاص يعانون من السمنة المفرطة، أو يعانون من زيادة الوزن الشديد في وقت متأخر من الحمل لديهم درجات أقل في معدل الذكاء، وكان أداؤهم أقل في التقييمات السلوكية خلال مرحلة الطفولة والمراهقة من نظرائهم الذين ولدوا لأشخاص يتمتعون بوزن صحي.
وقال الباحثون خلال الدراسة التي نشرتها دورية (JAMA Network Open) الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية، إن النساء اللواتي استوفين معايير السمنة على أساس مؤشر كتلة الجسم، وهو مقياس للوزن المقترن بالطول، كان لديهن أيضًا معدلات أعلى من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وسكري الحمل والولادة المبكرة.
قالت الدكتورة إميلي أوكين، المؤلفة المشاركة في الدراسة لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "وجدنا أن الأمهات ذوات الوزن المرتفع في أواخر الحمل لديهن أطفال يعانون من ضعف الأداء في اختبارات الإدراك والسلوك في مرحلة الطفولة والمراهقة".
أضافت أوكين، أستاذ طب السكان في جامعة هارفارد الأمريكية: "يشير هذا البحث إلى أن تغذية الأم مهمة لصحة الطفل على المدى الطويل".
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟وحلل الباحثون في الدراسة بيانات 11000 حامل وأطفالهن، وركزوا على الوزن في أواخر الحمل، وهو مزيج من الوزن الذي يدخل في فترة الحمل والوزن المكتسب أثناء الحمل، وفقًا لما ذكرته مؤلفة الدراسة.
قال الباحثون إن ما يقرب من 40 في المائة من الحوامل في التحليل يستوفين معايير السمنة خلال الثلث الثالث من الحمل.
تم تقييم الأطفال في الدراسة من حيث الذكاء في سن 6.5 سنوات باستخدام اختبار (Wechsler Abbreviated Scale of Intelligence)، وفقًا للباحثين.
وأظهرت النتائج أنهم سجلوا في المتوسط، ما يقرب من 106 في الاختبار الذي تعتبر فيه الدرجات من 130 وما فوق "متفوقة" و 99 إلى 109 "في المتوسط".
ومع ذلك، قال الباحثون إن كل زيادة بمقدار 5 نقاط في مؤشر كتلة الجسم في أواخر الحمل، أو السمنة، كانت مرتبطة بانخفاض نصف نقطة في درجات اختبار الذكاء.
ارتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في أواخر الحمل بنتائج عالية في استبيان نقاط القوة والصعوبات المكون من 40 نقطة، وهو تقييم للسلوك، وفقًا للباحثين.
وقالت أوكين: "من المهم للمرأة أن تحاول الدخول في فترة الحمل بصحة جيدة، بما في ذلك تحقيق وزن صحي إن أمكن والتأكد أيضًا من فحصها بحثًا عن حالات صحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم".
وأضافت: "من الواضح جدًا أن صحة ما قبل الولادة مهمة لصحة الأم نفسها وطفلها على المدى الطويل (و) أثر وباء السمنة ليس فقط على البالغين والأطفال الأكبر سنًا، ولكن أيضًا على الرضع والأطفال الصغار".