"الرجل الذي يهجر فراش الزوجة، والمقصد ليس المعاشرة، بل النوم بجانب الزوجة، هل حرام؟".
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الهجر لا يجوز إلا إذا كان سبيلاً لعلاج مشكلة، مصداقًا لقول الله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"".
هذه وسائل إصلاح متى خرجت الزوجة عن طاعة الزوج، في تلك الحالة ينصحها، ويهجرها في المضجع، أما أن يهجرها في المضجع دون سبب فهذا لا يجوز.
اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكمحكم هجر الزوجة لشهور؟
قال الشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هجر الزوج لزوجته من غير قصد أو بسبب لا يجوز، والعكس هجرة الزوجة لزوجها أيضًا لا يجوز شرعًا.
لكنه يجوز ابتعاد الزوج عن زوجته إن كان برضاها ولم يترتب على ذلك ضرر بالزوجة.
ومن الواجب على الزّوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، قال الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".
وقال سبحانه وتعالى: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
ومن أشكال العشرة بالمعروف مبيت الزّوج في فراش الزّوجيّة، وأدائه لحقّ الزّوجة عليه، ولا يجوز له أن يترك ذلك إلا بمانع شرعيّ.
اظهار أخبار متعلقة
حكم غياب الزوج عن زوجته أكثر من 6 أشهر؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "ما حكم غياب الزوج عن زوجته أكثر من 6 أشهر؟".
وأجاب الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، قائلاً:
هجران الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها مدة تزيد عن 6 أشهر؛ يجوز إن كان باتفاق الطرفين.
الزوج أحيانًا يسافر أو يكون كبيرًا في السن، والزوجة لا يضرها ترك معاشرة زوجها لها، ففي هذه الحالة يجوز الاتفاق على ترك الفراش.
والزوجة أو الزوج إن كان في حالة تجعله ينظر إلى الحرام إن لم يقم العلاقة مع زوجته؛ ففي هذه الحالة لا يجوز لكلا الطرفين أن يهجر أحدهما الآخر.
حكم امتناع المرأة عن فراش زوجها
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من زوج يقول: "زوجتي تمنعني نفسها معللة بأنها مُتعبة من أعمال المنزل، فهل يجوز لي الزواج بأخرى دون علمها؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
امتناع الزوجة عن تمكين زوجها ومعاشرته، حرام ولا يجوز شرعًا إلا إذا كان هناك عذر شرعي يمنعها من ذلك.
وعلى الزوج أن يصبر على زوجته، وفي حال استمرار الزوجة على امتناعها عن زوجها، فإن للزوج الزواج بأخرى وعدم النظر إلى الحرام وما يغضب الله من طرق أخرى.