ذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله فى رؤيا المولى عز وجل فقال : ويمكن أن يسمع صوتاً ويقال له كذا وافعل كذا ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئاً من المخلوقات لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى. وذكر ابن سرين أنه من رأى المولى عز وجل وهو يتكلم معه دل ذلك على أنه عند الله عزيزاً لقوله تعالى : ( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) مريم 52.
وقال البغوي: رؤيا الله فى المنام جائزة، ولكنها تختلف باختلاف السرائر فلأهل الطاعة والإيمان لمن رآه بلا كيف ولا كيفية مثل ما ورد فى الأخبار فذلك يدل على البشرى وتحقيق أمنية فى الدنيا وسلامة الدين، ورؤيا المولى عز وجل فى الحقيقة فى الآخرة وذلك إن كان الرائى على حسن حال. وإن كان الرائى فى بُعد عن الله وبُعد عن الطاعة فرؤيا المولى عز وجل تبشره بالتوبة والرجوع الى الله. وإن كلمه المولى عز وجل من وراء حجاب فذلك رزق وزيادة مال وقوة دين.
ومن رأى أن الله عز وجل كلمه بغير حجاب والكلام موجه إليه فهذه ليست رؤيا وهى باطلة لانقطاع الوحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الشورى 51. ولذلك تكون الرؤيا باطلة ولكنها تدل على الخلل في الدين.
اقرأ أيضا:
رأيت نفسي داخل الكعبة وأعطوني التمر.. ما تفسير الرؤيا؟و من يرى الله تعالى فى صورة يصفها ويحددها فإن رؤياه من الأضغاث. ومن رأى الله سبحانه وتعالى مصوراً فى مكان فإن الرائي ممن يكذب على الله تعالى أو ينسب إليه مالايليق به.
ومن رأى المولى عز وجل يعظه أن يعمل عملا صالحاً فيه رضا، فذلك تذكير بالرجوع إلى الله وعدم التمادي فى المعاصى، والله تعالى هو الحق وقال تعالى : ( ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ ... ) الأنعام 73. وكلامه هو الحق والصدق المبين.
ورؤيا المولى عز وجل تدل على النصرة و رفع البلاء ، و ظهور عدل ورفع ظلم وزوال هم وأمن وأمان وخير وفرج وفرح وتحقيق مراد وارتفاع شأن وحب الناس، وقوة دين وتوفيق فى أعمال الخير وزيادة رزق و المال رزق و السعادة رزق والصحة رزق والعافية رزق والذرية رزق. والله أعلم.