توصلت دراسة حديثة إلى أن الآثار الجانبية للقاحات كوفيد – 19 الثلاثة المتوفرة في الولايات المتحدة شائعة نسبيًا، ومعظمها خفيف - مثل الألم في موقع الحقن – إلا أنه لم يكن لأي منها تأثير خطير على الحمل.

وأفاد حوالي 90 في المائة من الحوامل بألم في موضع الحقن بعد الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح، وهي نسبة مماثلة تقريبًا لغير الحوامل، بينما أشارت 30 في المائة إلى أنهن عانين من التعب بعد الجرعة الأولى مقابل 61 في المائة بعد الجرعة الثانية.

وقال الباحثون خلال الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (JAMA Network Open) التي تصدرها الجمعية الطبية الأمريكية، إن الحوامل المشاركات في الدراسة كن بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة من هذه الآثار الجانبية بعد أي جرعة من اللقاح مقارنة بغير الحوامل.

وأبلغت أقل من واحدة من كل 10 نساء يرضعون أطفالهن عن انخفاض في إمدادات الحليب بعد تلقي الجرعة الثانية من لقاح كوفيد – 19.

أبلغت خمسة في المائة عن حدوث خلل في إمداد الحليب بعد الجرعة الأولى من اللقاح، وأشارت ما يزيد قليلاً عن 7 في المائة إلى تعرضهن للمشكلة بعد الجرعة الثانية.

اظهار أخبار متعلقة

نتائج مطمئنة 

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة الدكتورة أليسا كاتشيكيس لوكالة "يو بي آي" في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "تُظهر دراستنا أن لقاحات كوفيد – 19 كانت جيدة التحمل من قبل النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك النساء اللواتي يخططن للحمل وتوفر مزيدًا من البيانات عن الحوامل والمرضعات"

وأضافت أخصائي طب الأم والجنين في مدرسة الطب بجامعة واشنطن: "أولئك اللاتي يخططن للحمل في المستقبل القريب يجب أن يشعرن بالاطمئنان بشأن الحصول على لقاح كوفيد – 19".

خلال الدراسة، جمع الباحثون تقارير عن الآثار الجانبية لما يقرب من 7800 امرأة حامل، و6800 من المرضعات و2900 لم تكن حوامل أو مرضعات، لكنهن يخططن للحمل.

قال الباحثون إن أقل من 100 من المشاركات في الدراسة لم يتلقين جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد – 19.

وأكمل ما يزيد قليلاً عن 60 في المائة منهن جرعتين من لقاح "فايزر-بيونتك"، بينما حصل 38 في المائة على لقاح "مودرنا"، وأقل من 1 في المائة اخترن لقاح "جونسون آند جونسون"، وفقًا للباحثين.

وحصل ما يقرب من نصف الحوامل في الدراسة على لقاحاتهن خلال الثلث الثاني من الحمل، بينما حصل 28 في المائة منهن على اللقاحات خلال الثلث الثالث.

وأبلغت 97 في المائة عن تفاعلات ما بعد التطعيم بعد الجرعة الأولى، وكانت التفاعلات الأكثر شيوعًا هي الألم في موقع الحقن، بنسبة 91 في المائة، والتعب في 31 في المائة.

عانى ما يقرب من 70 في المائة من المشاركات في الدراسة اللاتي تلقين لقاح "فايزر – بيونتك" من التعب بعد الجرعة الثانية، مقارنةً بأكثر من 80 في المائة ممن تلقين لقاح "مودرنا".

أكثر عرضة للإصابة بالإرهاق بعد التطعيم

مع كلا اللقاحين، كانت النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالإرهاق بعد التطعيم بمقدار الضعف مقارنة بغير الحوامل والمرضعات، وفقًا للباحثين.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد حوالي 40 في المائة من الحوامل بألم عضلي أو صداع بعد الحصول على الجرعة الثانية من لقاح "فايزر – بيونتك"، في حين أن أكثر من 60 في المائة من اللواتي تلقين جرعة "مودرنا" فعلن ذلك.

كانت المشاركات في الدراسة اللواتي لم يكون حوامل وقت التطعيم، أو أولئك اللاتي كانوا يرضعن من الثدي، أكثر عرضة للإبلاغ عن هذه الآثار الجانبية بمقدار النصف.

على الرغم من أن الدراسة قيمت الآثار الجانبية المرتبطة باللقاح لدى ما يقرب من 8000 حامل، إلا أن الباحثين لم يتطرقوا إلى نتائج حملهن.

ما يقرب من 95 في المائة من المشاركات الحوامل ما زلن يتوقعن الولادة، وما يزيد قليلاً عن 4 في المائة ولدن، بينما عانى أقل من 1 في المائة منهن من الإجهاض.

قالت كاتشيكيس: "يجب تطعيم الحوامل".

وأضافت: "لن تحمي المرأة الحامل من الإصابة بمرض كوفيد -19 الشديد فحسب، بل ... الأجسام المضادة المنقولة إلى الطفل فوق المشيمة أثناء الحمل وفي لبن الأم بعد الولادة قد تساعد أيضًا في توفير بعض الحماية للطفل حديث الولادة".

ومنذ بداية الوباء، أسفرت الدراسات حول تأثيرات كوفيد – 19 عن نتائج متضاربة، على الرغم من أن الغالبية، تشير إلى أن الفيروس يزيد من خطر الولادة المبكرة ومضاعفات أخرى.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، فإن الحوامل أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير بعد الإصابة.