توصل باحثون إلى أن نوعين مختلفين من الجينات يسببان ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم لدى الحوامل.

وقال الباحثون في دراسة نشرتها مجلة (Nature Genetics)، إن هذا يعني أنه يمكن استخدام الاختبارات الجينية لفحص الحوامل بحثًا عن هذه المتغيرات وتحديد المعرضات لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

في الدراسة، حدد اختبار المتغيرات بشكل صحيح تسعة من كل 10 نساء كان من الممكن أن يصبن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مما سمح لهن ببدء العلاج في وقت مبكر، وفقًا للباحثين.

وقال الدكتور موريس براون، مؤلف مشارك في الدراسة، في بيان صحفي: "ما كان مُرضيًا بشكل خاص هو أن التعرف على سبب ارتفاع ضغط الدم لدى هؤلاء النساء مكنهن من إكمال حمل ناجح".

وأصاف أستاذ ارتفاع ضغط الدم في جامعة كوين ماري بلندن: "بعد ذلك تم شفاؤهن تمامًا من ارتفاع ضغط الدم عن طريق اجراء ... وتمكن من وقف كل عقاقيرهن".

وتُصاب واحدة من كل 12 شخصًا في الولايات المتحدة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ونتيجة لذلك، فإنهن أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والولادة المبكرة.

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، والمدخنين البالغين من العمر 35 عامًا أو أكبر معرضون لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وكذلك الحوامل لأول مرة والذين لديهن تاريخ عائلي من الإصابة به.

يعاني ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم ، كما أن الإصابة به قبل الحمل تزيد من خطر إصابة الشخص أثناء الحمل، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

اظهار أخبار متعلقة

سبب ارتفاع ضغط الدم

ومع ذلك، قال الباحثون إن حالة واحدة من كل 10 حالات من ارتفاع ضغط الدم، بغض النظر عن حالة الحمل، لها سبب محدد يمكن تحديده وعلاجه.

وأضافوا إن السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع ضغط الدم هو وجود ورم حميد صغير أو نمو في إحدى الغدد الكظرية، والتي تقع بالقرب من الكلى وتنتج هرمونات الستيرويد.

وأشاروا إلى أن هرمون الألدوستيرون يحفز الكلى على الاحتفاظ بالملح، وبالتالي يزيد من ضغط الدم، وهي حالة تعرف باسم الألدوستيرونية الأولية التي تقاوم معظم الأدوية الموصوفة.

في الدراسة الجديدة، توصل الباحثون إلى متغيرين وراثيين يسببان الألدوستيرونية الأولية، خاصة عند النساء المصابات بارتفاع مفاجئ ضغط الدم وانخفاض بوتاسيوم الدم في الأشهر الأولى من الحمل.

وقالوا إن المتغيرين - CTNNB1 و GNA11 - يقومان بتشغيل جزيء مستقبلات في الخلايا الكظرية التي تتعرف على هرمون الحمل موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية.

زيادة إنتاج الألدوستيرون

ويتم قياس هذا الهرمون نفسه في اختبارات الحمل الروتينية، وفي بعض النساء الحوامل، يؤدي إلى زيادة إنتاج الألدوستيرون، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وفقًا للباحثين.

قال براون إن النساء الحوامل في الدراسة اللائي ثبتت إصابتهن بالنوعين خضعن لإجراء لإزالة النمو الحميد في الغدد الكظرية بعد الولادة، وعولجن من ارتفاع ضغط الدم.

وأضاف براون لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: يجب على الأشخاص الذين يخططون للحمل "أن يكونوا على دراية بوجود هذا النوع الجديد من الألدوستيرونية الأولية في... البلوغ أو الحمل المبكر، بحيث يمكن تشخيصه وبدء العلاج المناسب".

وتابع: "نعرف بعض الحالات التي تم فيها إجهاض (الحمل) لأن الطبيب لم يكن قادرًا على التحكم في ضغط الدم أو أي مظاهر أخرى من خلال العلاج التقليدي".