سؤال الله تعالى لخلقه، ليس كسؤال الخلق لبعضهم، فسؤال الله تعالى لا يدع ذرة.
واعلموا أن الله تبارك وتعالى مسائلكم عن الكبيرة والصغيرة والخفية والسريرة وعن كل ما قل وما دق وما جل لا يغفل عن شيء يجد العبد ما عمل حاضرا ويجزي به وافرا ويسأل عما عمل سرا وظاهرا، حيث قال تعالى :" يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا" .. تجد والله القليل والكثير والنقير والذرة والقطمير.
سؤال الله تعالى للعباد:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله تعالى يخلو بعبده يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب ويقول له عبدي عملت كذا وكذا في يوم كذا أما علمت أني مطلع عليك يا عبدي أفجعلتني أهون الناظرين إليك أما استحييت مني أما استحيت من ملائكتي أما خفت من عقابي عبدي أرويتك من الماء البارد وقويت جسمك ووسعت عليك من سعة رفدي فعصيتني حتى إن العبد ليذوب حياء من الله ويغمره العرق حتى يكاد يموت من الفزع ثم يقول العبد يا رب النار أهون علي من حيائي منك ومن العباد فيأمر الله تعالى به إلى النار فيمضي العبد وهو يرد رأسه ويقول يا رب وعزتك وجلالك ما عصيت بهذا كله استخفافا بحقك وما ظننت بك إلا أن تغفر لي كما سترت علي في الدنيا وقد أيقنت أن عصياني ذلك لا يضرك وأن رحمتك ي لا تنقصك.
فيقول الله تبارك وتعالى عبدي صدقت لم تقطع رجاءك من رحمتي.. فوعزتي وجلالي لأغفرن لك اليوم يا ملائكتي مروا بعبدي إلى الجنة.
اقرأ أيضا:
وسائل للمحافظة على الصلاة.. تعرف عليهاموقف عصيب ورحمة واسعة:
ومن العباد من يقول يا رب العذاب علي أهون من توبيخك لي أرسل بي إلى النار كما يفعل بالعبد الآبق عن مولاه
فيقول الله تبارك وتعالى عبدي ما وبختك إلا لأعرفك أن ذنوبك بعيني إذ عصيني بها وجعلت توبيخي لك كفارة لذنوبك وقد غفرتها لك وقد رحمتك وأنا أرحم الراحمين مروا بعبدي إلى الجنة.
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة أجمعين وتوفانا برحمته مسلمين وختم لنا عند فراق الدنيا بحسن الخاتمة وكلمة التقوى قول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وشرف وكرم وحشرنا معه في المقام الأعظم مع أصحابه وأزواجه الكرام أمهات المؤمنين آمين يا رب العالمين.