دقائق وتغرب شمس يوم عرفة يوم الرحمة والمغفرة يوم العتق.. أسعد يوم على المؤمن.. اليوم الذي ما رئي الشيطان فيه أغيظ ولا أحقر ولا أدحر.. يوم الدعاء وخير الدعاء دعاء يوم عرفة..
ويمكن أن تغتنم هذه الدقائق غالية من يوم عرفة بأن تجمع أهلك على الدعاء وعلى الذكر وعلى أن تتعاونوا بإخراج صدقة لكم جميعا .. وأن تتعاهدوا على الطاعة والتعاون عليها بان تجمع أولادك على مائدة القرآن .. بأن تفرغوا قلوبكم من الدنيا لدقائق بسيطة قبل أن تغرب.
صيام يوم عرفة:
وقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. والحديث يدل بظاهره على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.
ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نفل وصيام وصدقة وذكر وغيرها في أيام عشر ذي الحجة عموماً، وفي يوم عرفة على وجه الخصوص، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري.
وأوكد هذه الأعمال الصيام فيها لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها، ففي سنن أبي داود وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة...
وفي مسند أحمد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: أريت صيام عرفة ؟ قال: احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية.
الأضحية من خير الأعمال:
ومما وجه إليه الإسلام من آداب في هذه العشر أن من عزم على أن يضحي كره له حلق شيء من شعره أو تقليم أظافره لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره.
جاءت الإشارة إلى كونه صلى الله عليه وسلم صام يوم عرفة فيما رواه النسائي وصححه الألباني عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعا من ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين، وهو محمول على أنه لم يكن محرما لأن الثابت في الصحيحين أنه كان مفطرا يوم عرفة وروى النسائي عن عبد الله بن عمر قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه. صححه الألباني وحكى الحافظ في الفتح عن الجمهور أنه يستحب إفطار يوم عرفة للحاج.