المعصية يختلف جرمها وإثمها بحسب شرف الزمان والمكان، ففي رمضان وفي نهاره أشد من غيره من الأيام، كذلك في الأشهر الحرم.
والمعصية في الشارع ليست كالمسجد، والمسجد ليس كبيت الله الحرام.

عقوبات العاصين:

1-بينما رجل يطوف بالبيت، إذ ظهر له ساعد امرأة، فوضع ساعده على ساعدها يتلذذ، فلصقت بساعدها، فأسقط في يديه، فأتى بعض أولئك الشيوخ، فقال: ارجع إلى المكان الذي فعلت فيه، فعاهد رب البيت ألا تعود. ففعل، فخلي عنه ".
2- عن ابن أبي نجيح، أن يسافا، ونائلة- رجل وامرأة- فخرجا حجا من الشام، فقبلها وهما يطوفان، فمسخا حجرين، فلم يزالا في المسجد حتى جاء الإسلام.
3- وقد حكي أن يسافا، ونائلة، كانا رجلا وامرأة: يساف من جرهم، ونائلة من قطوراء، كانا في البيت، فقبل أحدهما الآخر، فمسخا حجرين.
4- قالت امرأة ماجنة :" ما طلبت أحدا إلا أخذته، ما عدا طاووس اليماني ، وذلك أن راودته عن نفسه، فقال: اتبعيني".. فاتبعته حتى دخل البيت الحرام، وقال لي: اضطجعي: فقلت له : أو غير هذا المكان؟ فقال: إن الذي يرانا هنا يرانا في كل مكان.
5- وقال الصحابي حويطب بن عبد العزى: «كنا جلوسا بفناء الكعبة في الجاهلية، إذ جاءت امرأة إلى البيت تعوذ به من زوجها، فجاء زوجها، فمد يده إليها، فيبست يده، فلقد رأيته بعد في الإسلام وإنه لأشل».
6- وحكي أن رجلا من وجوه قومه قنع امرأة يقال لها: ميمونة، فرفعت رأسها فقالت: قطع الله يدك، فما لبث يسيرا حتى قطعت يده، فكان يقال: احذروا دعوة ميمونة ".
7- وذكر الأوزاعي أنه: " بينما امرأة قائمة عند قنديل توقده، إذ نظر إليها رجل، ففطنت به وعرفت أنه قد يأتيها، فالتفتت إليه فقالت: تنظر ملء عينيك إلى شيء غيرك؟
 فذكروا أنه دعا ربه أن يذهب ببصره، فذهب، فمكث عشرين سنة أعمى لا يبصر، فلما كبر دعا ربه عز وجل أن يرد عليه بصره، فرد الله عز وجل عليه بصره ".
 قال يحيى بن أبي كثير: فأخبرني من رآه بصيرا قبل أن يعمى، ورآه شيخا كبيرا بصيرا بعدما عمي.
8- وذكر الإمام مالك بن أنس، أن رجلا يقال له يوسف بن يونس بن حماس، مرت به امرأة، فوقعت في نفسه، فدعا الله عز وجل، فذهب بصره، فأقام بعد ذلك دهرا يختلف إلى المسجد مكفوفا يقاد، ثم إنه تحرك عليه بطنه وقد انصرف قائده، فلم يجد من يقوده، فرد الله عز وجل عليه بصره، فلم يزل صحيح البصر حتى مات».