في دعائنا نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حوض نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وأن يسقينا بيده الشريفتين الكريمتين شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، فما هو هذا الحوض، ولماذا سمي بهذا الاسم؟..
الحوض هو ذاك المكان الذي يرده أتباع النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، فما أعظمها وأحلاها وأكثرها واردًا، إذ يقول نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم عنه: «إن لكل نبي حوضًا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة».. أوتدري لماذا؟.. لأنه من نهر الكوثر مباشرة، وهو أهم وأعظم أنهار الجنة على الإطلاق، وهو نهر في الجنة أعطاه الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: « إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ » (الكوثر: 1).
من يرده؟
هذا الحوض لأتباع النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لن يرده أبدًا إلا من تبع سنته الكريمة، بينما من حاد عن هذه السنة النبوية المطهرة لاشك والعياذ بالله حرم لذته والوصول إليه، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً»، وهو طويل يحمل عدد لا مثيل له، إذ أن كل من تبع النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، وصل إليه وشرب منه لاشك في ذلك، فعن حارثة بن وهب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حوضه ما بين صنعاء والمدينة».
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىأباريق العسل
للحوض العديد من الزينات التي تزينه، وأبرزها لاشك الأباريق، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء»، والهدف منه هو التروي، أي الشبع من الماء، فمن شرب منه لم يظمأ بعدها أبدًا.
وعن سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إن أمامكم حوضاً كما بين جرباء وأذرح، فيه أباريق كنجوم السماء, من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبداً»، ورغم أنه مائه يشبع الظمآن ويروي العطشان، إلا أن طعمه أحلى من العسل، فعن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ألا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه, يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ, عرضه مثل طوله ما بين عمّان إلى أيله, ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل».