حذرت دراسة حديثة من أن النساء اللواتي يستخدمن مسكنات الألم - التي لا تستلزم وصفة طبية أثناء الحمل - أكثر عرضة 1.5 مرة لإنجاب طفل يعاني من مشاكل صحية مقارنة بالأمهات اللواتي لا يتناولن هذه الأدوية.
وأظهرت نتائج الدراسة المقدمة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة، أن النساء اللواتي يستخدمون المسكنات الشائعة مثل الأسبرين والأيبوبروفين معرضات أيضًا لخطر أكبر للولادة المبكرة والإجهاض ووفاة الجنين بعد الولادة.
وقال الباحثون، إن المخاطر ليست كبيرة بما يكفي لتبرير التوصية بعدم استخدامها لجميع النساء الحوامل، لكن اللواتي لديهن عوامل خطر أخرى لهذه النتائج قد يرغبن في التفكير في الحد من تناول هذه الأدوية.
وقالت إيكاتيريني زفيري، الباحثة وطالبة الدكتوراه في جامعة أبردين باسكتلندا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا ينبغي أن تهتم الأمهات الحوامل باستخدام المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية باعتدال عندما يحتاجن إليها".
وأضافت إنه "على الرغم من أننا وجدنا مخاطر مرتبطة بمسكنات الألم، إلا أن المخاطر المطلقة للحالات النادرة كانت صغيرة، لذا يجب موازنة الفوائد مقابل هذه المخاطر ويجب على النساء طلب المشورة الطبية عند الضرورة".
اظهار أخبار متعلقة
معظم الحوامل يستخدمن العلاج بدون وصفة طبية
ونظرًا لأن الصداع والحمى وآلام أسفل الظهر وغيرها من المشاكل المرتبطة بالألم شائعة أثناء الحمل، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من النساء على مستوى العالم يستخدمن عقاقير بدون وصفة طبية قبل الولادة، وفقًا للباحثين.
خلال الدراسة، حلل الباحثون بيانات أكثر من 151 ألف حالة حمل بين عامي 1985 و 2015 من بنك بيانات أبردين للأمومة وحديثي الولادة، وهي قاعدة بيانات للنساء الحوامل ونتائج الولادة في شمال شرق اسكتلندا.
تم فحص السجلات الطبية لمعرفة استخدام المريض لأدوية الألم الباراسيتامول والأسبرين، وكذلك العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ، والديكلوفيناك، والنابروكسين، والإيبوبروفين.
وأظهرت النتائج أن ما يقرب من 30 في المائة من النساء في الدراسة استخدمن مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية أثناء الحمل، وهو رقم وصل إلى 60 في المائة خلال السنوات السبع الأخيرة من فترة الدراسة التي استمرت 30 عامًا.
وعندما سئلن على وجه التحديد في زيارتهن الأولى لعيادة ما قبل الولادة، أبلغت 84 في المائة من النساء اللائي تناولن الأدوية عن تعاطيها خلال الأسابيع الـ 12 الأولى بعد الحمل.
نتائج الدراسة
وكانت النساء اللواتي استخدمن أحد هذه الأدوية على الأقل معرضات لخطر أكبر بنسبة 64 في المائة في إنجاب طفل مصاب بعيوب خلقية تؤثر على الدماغ أو العمود الفقري أو النخاع الشوكي.
بالإضافة إلى ذلك، كن أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة للولادة المبكرة و56 في المائة أكثر عرضة لوفاة الجنين بعد الولادة مباشرة، كما أظهرت النتائج.
كما أن لديهن خطرًا أعلى بنسبة 28 في المائة في إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة، وما يصل إلى 30 في المائة منهن أكثر عرضة لمضاعفات أخرى تؤثر على الأطفال حديثي الولادة، وفقًا للباحثين.
وقالت زفيري: "في الوقت الحالي، يجب استخدام هذه المركبات في حدود المعقول وفي حالة الحاجة فقط".
وأضافت: "في غضون ذلك، ستستمر الأبحاث ونأمل أن تؤدي بشكل جماعي إلى إرشادات أكثر وضوحًا حول سلامة استخدام هذه الأدوية أثناء الحمل".