يقال إن الإنسان عند معرفة عيب نفسه "أبله" وعند معرفة عيب غيره جهبذ فيحتقر عيب أهل كل صناعة وأهل كل عمل من أعمال الدنيا والآخرة ويحتقر عيب من هو في مثل مرتبته ويستعظم ذلك من كل من رآه منه فإذا أتى على عيب نفسه جازه إلى عيوبهم كأنه أعمى عنه لم يره.
العجيب أن الإنسان يطلب العذر لنفسه ولا يطلبه لغيره فهو في طلب عذرها سبّاق وفي طلب عذر غيرها كسلان وهو يضمر عند ذلك لصاحبه ما يكره أن يضمر له غيره لو رأى منه مثل ذلك العيب.
فوائد ومواعظ:
1-إذا رأيت عيبا أو زلة أو عثرة من غيرك فاجعل نفسك مكانه ثم انظر الذي كنت تحب أن يستقبلك به لو رأى منك مثل الذي رأيت منه وأضمر ذلك له في نفسك فإنه يحب منك مثل ما كنت تحبه منه.
2- كن للناس عند الزلة كما تكون لهم عند الحسنة فإذا كنت كذلك فلا تحب إزالة نعمة أنعمها الله على أحد في دين ولا في دنيا ولا تحب أن يقيم أحد على معصية الله تعالى ولا تحب أن يهلك ستره عند زلته فإنك إذا فعلت ذلك بقلبك زال عن قلبك الحسد عن الدين والدنيا جميعا.
3- علم أنك مسبوق إلى ضميرك بالحسد وسوء الظن والحقد فاجعل المراجعة شغلا لازما وكن وقافا كما قيل:" المؤمن وقاف وليس كحاطب ليل".. فقف وطالع زوايا ضميرك بعين حديدة النظر نافذة البصر.
4- إذا رأيت أمرا محمودا فاحمد الله وامض وإذا رأيت مكروها تداركه بحسن المراجعة.
مثل بليغ:
في طريقك لمعرفة الخير والشر، لابد أن يكون معك سراج من العلم مضئ واضح ويكون معك من العناية بأخذه والإنكار على نفسك، وعليك بصدق المراجعة ومبادرتها قبل أن تبرد عنك حلاوتها فإنها موهبة عظيمة من مواهب الله تعالى أكرم بها أهل خاصته وعظم النعمة عليهم فيها فإن عظم النعمة على قدر الحاجة.
فانظر هل راجعت نفسك وأمرك إلا وقد وجدت فيه موضع يحتاج إلى ترميم أومصلحة أو وجدت فاسدا بعينه فلو لم تلحقه بالمراجعة لكان ذاهبا إلى يوم القيامة.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى