يقول المثل الدارج : "كثير الضجيج قليل الطحين".
ويقول الشاعر:
كم تشتكي وتقول إنك معدم***والأرض ملكك والسما والنجم
العاجز من يلجأ عند النكبات الى الشكوى والحازم من يسرع الى العمل، كما أن الناس لا يملكون وقتاً لك إذا كُنت تغضب دائماً أو كُنت كثير الشكوى.
فمنْ مِنَّا لا يشتكي؟ الرجل والمرأة سواء، كل منهم يواجه ضعفه بالشكوى، وقد تكون الشكوى منهج حياة، يحاول بها اللئيم أن يسبق ظلمه بشكوته حتى يدعي مظلوميته.
ومعظم هذه الشكاوى تدور حول المنفعة الذاتية الآنية بكافة جوانبها، ليطرح السؤال نفسه هنا وبقوة: وهل يملك بعضنا لبعض ضرّا أو نفعا، عطاء أو منعا؟ والله - عزّ وجلّ - يقول: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ? نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ?( (الزخرف: 32).
من هم أهل الشكوى؟
فالشكوى لا تكن إلا للمظلوم، وطلب الشفاعة لإحقاق الحق. فالشكوى لغير الله اعتراض على مقادير الله، وقد علمنا الإسلام ألا نستعين إلا بالله وحده عند الشدة، لا المسارعة إلى الشكوى والتشكي، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس، كان قمناً من ألا تسد حاجته، ومن أنزلها بالله - عز وجل - أتاه الله برزق عاجل».
وقد التصقت الشكوى بالنساء، فأكثر أهل الشكوى هن النساء، لذلك كرهت الشكوى للرجال، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى شكاوى النساء، وخاصة الزوجات بقوله: «لَوْ أحسنتَ إلى إِحداهُنَّ الدَّهرَ، ثمَّ رأتْ منكَ شَيئاً، قالتْ: ما رأيتُ مِنكَ خَيْراً قَطُّ» (البخاري).
ولو وقف الشاكي وتأمل في قوله تعالى: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى? بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ? فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى? مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ? أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ( (النحل: 71)، لاستراح، وقد تبيّن له قدرة الله وتدبيره، وقهره لعباده، إذ فضل بعضنا على بعض في الرزق، وكذلك في أمور أخرى، تفضيلاً عجيباً: هذا غني، وهذا فقير، وقد يفتقر الذكي القوي ويستغني البليد الضعيف! هذا الاستدلال يغني عن الوقوف على أبواب الخلق.
اقرأ أيضا:
الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدودكيف نتوقف عن الشكوى؟
1/ تتبع الحالات التي تشكو منها ومن ماذا بالتحديد
2/أهم خطوات التغيير تبدأ بالوعي.
3/ تحويل الشكاوى إلى حلول
4/تعريف المشكلة وتحديدها.
5/ البحث عن حلول بديلة.
6/تقييم واختيار الحلول المناسبة لحلّ المشكلة.
7/تطبيق الحلّ المناسب على أرض الواقع.
8/ الحصول على تغذية راجعة والتجاوب معها بالأسلوب المناسب.
9/إدارة المخاطر حيث ينطوي حلّ المشكلات على نسبة معينة من المخاطرة قد تزيد أو تنقص بحسب نوع المشكلة وطبيعتها. لذا لابدّ من امتلاك قاعدة قوية من مهارات إدارة المخاطر لضمان التعامل مع العواقب غير المتوقعة بحرفية وذكاء.
10/التحلي بمهارات اتخاذ القرار حيث ترتبط هذه المهارات بمهارات حلّ المشكلات ارتباطًا وثيقًا، فاتخاذ القرار السليم واختيار الحلّ المناسب من بين عدّة حلول مقترحة يعتبر جزءًا مهمًّا من عملية حلّ المشكلة.