ذكر في بعض الأخبار أن جهنم أعاذنا الله منها وزحزحنا برحمته عنها تستأذن يوم القيامة في السجود فيأذن لها فتسجد ما شاء الله من ذلك ثم يقال لها ارفعي فترفع رأسها وهي تقول:
1-الحمد لله الذي خلقني لينتقم بي ممن عصاه ولم يجعل شيئا من خلقه ينتقم به مني.
2- إلهي قد اشتد بلائي وأخمدت ناري وغلا حميمي وزقومي وكثر نتني وغسليني وأكل بعضي بعضا.
3- إلهي عجل بأهلي فوعزتك لأنتقمن لك ممن عصاك واتبع هواه وجحد آياتك وكذب رسلك وجعل معك إلها غيرك لا إله إلا أنت.
نداء لجهنم:
فتنادى نداء يسمعه أهل الموقف جميعا ثم تغتاظ على أهل المعاصي فترمي بشرر كعدّ النجوم في السماء وزبد البحر ورمل البر ونبات الأرض على رؤوس الخلائق فيقع على رؤوس العصاة فمن كان له عمل صالح صار حجابا بينه وبين شرر جهنم، ومن لم يكن له عمل صالح صار رأسه غرضا لشرر جهنم.. أعاذنا الله منها وزحزحنا عنها برحمته يا رب العالمين.
بطش جهنم:
فإذا جاءت جهنم بأمر الله تبارك وتعالى جاءت بالهول الأكبر والفزع الأعظم فيخرج من نفسها وهج شديد ويسمع من جوفها دوي سلاسل الحديد.
فإذا قربت من الخلائق سمعوا لها شهيقا ورأوا لها حريقا فإذا نظرت في أهل المعاصي ثارت وفارت وأرادت أن تثب عليهم فاغتاظت وتمحمحت إليهم وأرادت أن تأتي على جميع الخلائق وتريد أن تنفلت من أيدي الخزان فتهرب الخلائق فلا يجدون منفذا ولا مكانا يستغيثون إليه ومنادي ينادي " يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان"، الرحمن 33 - أي بحجة - ثم ترجع جهنم بسلطانها على خزانها لشدة غضب الجبار على من عصى الله وخالف رسوله فإذا انفلتت من أيدي الزبانية أرادت أن تقبض على كل من في الموقف فيعرض لها صلوات الله وسلامه عليه محمد الرسول وكل نبي يومئذ بنفسه مشغول.