توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء الحوامل اللواتي اللاتي يتم تطعيمهن ضد الأنفلونزا لا يواجه أطفالهن خطر التعرض لمشاكل صحية، مثل الربو أو العدوى أو فقدان السمع أو الرؤية.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، أن معدلات الربو والضعف الحسي الأورام الشبيهة بالسرطان كانت متشابهة بين الأطفال المولودين لنساء تلقين لقاح الأنفلونزا أثناء الحمل، وأقرانهم ممن لم تحصل أمهاتهم على اللقاح، وظل هذا الحال حتى سن 4 سنوات تقريبًا.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة ديشاين فيل، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة أوتاوا بكندا: "لدينا الآن العديد من الدراسات من دول مختلفة... تظهر أن التطعيم ضد الإنفلونزا أثناء الحمل لا يزيد من فرص حدوث مضاعفات الحمل أو نتائج سلبية للولادة".
أضافت فيل لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تضيف هذه الدراسة إلى ما نعرفه عن سلامة التطعيم ضد الإنفلونزا على المدى الطويل أثناء الحمل، ويمكنها طمأنة الحوامل ومقدمي الرعاية".
اظهار أخبار متعلقة
عزوف الحوامل عن اللقاح
وتشير الأبحاث إلى أنه على الرغم من أن التطعيم ضد الأنفلونزا موصى به للنساء الحوامل، إلا أن العديد منهن يفضل عدم الحصول عليه، لأنهن يخشين الآثار الجانبية المحتملة لهن والمضاعفات الصحية لأطفالهن.
وأضافت فيل، إن "هذا يأتي على الرغم من الدراسات المتعددة التي توصلت إلى أن اللقاح، الذي يتم تطويره في كل موسم إنفلونزا بناءً على سلالات فيروسية من المتوقع أن تكون في الدورة الدموية، سيكون آمنًا للنساء وأطفالهن".
ونتيجة لهذه المخاوف، قررت ما يقرب من 40 في المائة من النساء الحوامل في الولايات المتحدة عدم التطعيم خلال موسم الإنفلونزا 2019-20 ، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
في الدراسة، حلل الباحثون، البيانات الصحية لأكثر من 28000 طفل ولدوا في مقاطعة نوفا سكوتيا الكندية بين أكتوبر 2010 ومارس 2014.
قال الباحثون إن أكثر من 90 في المائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة ولدوا في فترة كاملة، وأكثر من 10.000، أو 36 في المائة، ولدوا لأمهات تلقين لقاح الإنفلونزا أثناء الحمل.
نتائج الدراسة
ومن بين أكثر من 10000 طفل لأمهات تم تلقيحهن أثناء الحمل، يعاني ما يقرب من 7000 من العدوى، وتم تشخيص 113 مصابًا بالربو، و30 مصابًا بضعف حسي، و12 ورمًا متطورًا من الطفولة حتى سن 4 سنوات.
وقال الباحثون إنه من بين أكثر من 18000 طفل ولدوا لأمهات لم يتلقين اللقاح، عانى ما يقرب من 12000 من الالتهابات، وتم تشخيص 162 بالربو، و63 يعانون من ضعف حسي، و17 أصيبوا بأورام خلال حياتهم المبكرة.
وتشير المعدلات المتشابهة لهذه المضاعفات بين الأطفال المولودين لأمهات محصنات وغير محصنات إلى أن اللقاح السنوي آمن للأمهات وحديثي الولادة، وفقًا للباحثين.
قالت فيل: "لقد ثبت أن التطعيم ضد الإنفلونزا أثناء الحمل يحمي الحوامل من الإصابة بالإنفلونزا (كما أنه) يحمي الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بالإنفلونزا في الأشهر العديدة الأولى من حياتهم".
وأضافت: "بما أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر قد يعانون من مضاعفات خطيرة إذا أصيبوا بالأنفلونزا، فإن الميزة الرئيسية لتطعيم الحوامل هي القدرة على حماية الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بالإنفلونزا بعد ولادتهم".