بدأ باحثون في هولندا، تجربة سريرية لاكتشاف ما إذا كان دواء نفسي شائع الاستخدام يمكن أن يعزز لياقة الخلايا السليمة في الأمعاء لمنع تطور سرطان الأمعاء.

وقالت مؤسسة (أبحاث السرطان حول العالم)، إن التجربة ستجند المرضى الذين يعانون من طفرة جينية مما يعني أنهم متأكدون بنسبة 100 في المائة من الإصابة بسرطان الأمعاء في حياتهم ما لم تتم إزالة الأمعاء بالكامل.

وسيتم استخدام الليثيوم، وهو دواء شائع الاستخدام لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية، في التجربة، بحسب وكالة "يو بي آي".

وجد الباحثون، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (نيتشر)، أن الخلايا الجذعية المعوية ذات الطفرات في جين APC قد ثبت أنها تتمتع بميزة تنافسية على نظيراتها الصحية وغالبًا ما تتفوق عليها، مما يؤدي إلى نمو غير مقيد للخلايا السرطانية.

اظهار أخبار متعلقة

الخطوات الأولى في تطور سرطان الأمعاء

قال كبير مؤلفي الدراسة، لويس فيرمولين في بيان صحفي: "لقد اكتشفنا الخطوات الأولى في تطور سرطان الأمعاء. ووجدنا أنه بعد حدوث طفرة في جين رئيسي ينظم الخلايا الجذعية في الأمعاء، تقوم هذه الخلايا التي تقكون في طريقها إلى أن تشكل ورمًا خبيثًا بقمع الخلايا الجذعية طبيعية في المنطقة المجاورة بشكل فعال".

أضاف فيرميولين: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الخلايا في طريقها إلى أن تشكل ورمًا خبيثًا كاملاً يمكنها أن تقمع الخلايا الجذعية في المنطقة المجاورة بشكل فعال لاكتساب ميزة تنافسية. وهذا مفهوم نشير إليه بالمنافسة الفائقة".

واكتشف الباحثون، أن الليثيوم منع الخلايا الجذعية الطافرة من السيطرة وتشكيل الأورام في الفئران عن طريق جعل الخلايا الجذعية السليمة غير حساسة للإشارات الضارة.

وستختبر تجربة سريرية ممولة من جمعية السرطان الهولندية تأثير الليثيوم على تطور سرطان الأمعاء لدى الأفراد المصابين بداء السلائل الورمي الغدي العائلي ، وهو متلازمة وراثية غير شائعة تؤدي إلى حدوث طفرات في جينات APC.

وبدون علاج، سيصاب جميع المصابين يداء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP) تقريبًا بسرطان الأمعاء بين سن 35 و 45 عامًا، وفقًا للباحثين. ستعمل التجربة على تجنيد 10 مرضى بالغين من الشباب الذين يعانون منه، وستقوم بمراقبتهم قبل وأثناء وبعد العلاج بالليثيوم لمدة 18 شهرًا.

وقالت الباحثة المشاركة في التجربة، سان فان نرفن: "قد تكشف تجربتنا السريرية أنه يمكن استخدام الليثيوم لمنع تطور السرطان لدى مرضى داء السلائل الورمي الغدي العائلي، ولكن ما هو مهم أيضًا هو أن هذه التجربة يمكن أن تكون بمثابة تأكيد على إمكانية استخدام المنافسة بين الخلايا الطافرة والخلايا الطبيعية والتلاعب بها بطريقة تجعل الخلايا الأخيرة تتفوق على الخلايا الأولى".

كيفية تطور سرطان الأمعاء

وصفت الدكتورة هيلين ريبون ، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "أبحاث السرطان في جميع أنحاء العالم"، النتائج الجديدة بأنها تقدم كبير في فهم كيفية تطور سرطان الأمعاء.

وقالت "حوالي 1 في المائة من سرطانات الأمعاء سببها (FAP). قد يبدو هذا عددًا ضئيلًا، لكن في (بريطانيا) وحدها، هذا يعني أن أكثر من 400 شخص يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الأمعاء الناجم عن FAP كل عام".

وأضافت: "إن خيار العلاج الوحيد المتاح للأشخاص الذين يعانون من FAP هو إجراء عملية جراحية كبيرة لإزالة القولون بأكمله، والتي يمكن أن تغير الحياة، وللأسف لا يمكن أن تضمن عدم تطور السرطان".

وأشارت إلى أن إطلاق التجربة يمكن أن يقدم "أملاً حقيقياً" للناس في حل بسيط للوقاية من سرطان الأمعاء في المستقبل.

في بريطانيا، يصيب سرطان الأمعاء 43 ألف شخص، أما سرطانات القولون والمستقيم فهي ثالث أكثر السرطانات التي يتم تشخيصها شيوعًا في الولايات المتحدة. وأكثر من نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الأمعاء بقليل ينجون من المرض لمدة 10 سنوات أو أكثر.