تستمر حالات الإصابة بالفطريات السوداء في الارتفاع في بعض دول العالم، وتشير التقارير إلى أن عدد الإصابات في الهند قد ارتفع بنسبة هائلة بلغت 32٪ في الأسبوع الأخير، وهي أول دولة سجلت إصابات بهذا الفطر بالإضافة للفطر الأبيض والأصفر، وكان المرضى الأكثر تضررًا هم الأشخاص الذين تعافوا من عدوي فيروس كورونا مؤخرا.
ويؤثر داء الفطر المخاطي أو عدوي الفطر الأسود بشكل أساسي على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، مما يحد من قدرتهم على محاربة مسببات الأمراض البيئية، بما في ذلك هذه الفطريات القاتلة، والتي تحدث عن طريق استنشاق جراثيم فطرية من الهواء المحيط، ومع ذلك، حتى الآن، يبدو أن معظم الحالات تم تتبعها اتضح أنها تعافت من عدوي فيروس كورونا مؤخرا.
وقد لا يكون كل مريض مصاب بفيروس كورونا ويخضع للعلاج في المستشفى معرضًا لخطر الإصابة بالفطريات السودء، ولن يتعرض كل مريض أصيب بهذه الفطريات لخطر الوفاة، لكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذه الفطريات، وفيما يلي بعض العوامل المشتركة بين من أصيبوا بهذه العدوي بعد الشفاء من كورونا، بحسب ما ذكره موقع "تايم اوف إنديا".

مرض السكري غير المنضبط مع الإصابة بعدوي كورونا

يتسبب مرض السكري في الارتفاع المزمن في قراءات السكر في الدم، وهو ما يمكن أن يكون مقلقًا خلال هذه الفترة، نظرًا لأن مرض السكري يمثل أيضًا مرضًا مشتركًا خطيرًا بشكل كبير مع فيروس كورونا، ويواجه معظم المرضى المصابين بهاذين المرضين مخاوف إضافية من صعوبة الشفاء والوفيات.
ويؤدي داء السكري المرتفع والشديد أيضًا إلى تثبيط المناعة ويجعل المرء عرضة للإصابة بحالات التهابية أخرى، وبالتالي، إذا كان الشخص المصاب بفيروس كورونا يعاني أيضًا من ارتفاع السكر في الدم، أو يسجل قراءات عالية للسكر دون تاريخ سابق للإصابة بمرض السكري، فهناك حاجة إلى عناية فائقة.

اقرأ أيضا:

قبل بدء التوقيت الشتوي.. 6 نصائح للحصول على نوم جيد

الاستخدام المطول وغير الصحي للأكسجين

يشدد خبراء الصحة الآن علي المرضى المصابين بعدوي كورونا، والذين يحتاجون إلى دعم أكسجين مكثف، الانتباه إلى ظهور الأعراض، لأنه بالرغم من أهمية الأكسجين البالغة للعديد من الحالات، فإن عدم النظافة أو سوء النظافة التي يمكن أن تحدث أثناء تعبئة الأوكسجين (مثل استخدام الصنبور والمياه غير المعقمة) يمكن أن يعرض الشخص لخطر الإصابة بعدوي الفطريات.

البقاء طويلاً في وحدة العناية المركزة

المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى لعلاج عدوي كورونا الحادة أو الحرجة لديهم احتمالية أكبر للإصابة بداء الغشاء المخاطي، لأنه غالباً ما يعاني المرضى الذين يأخذون أوقات طويلة للتعافي من أمراض مصاحبة مزمنة، مما يعرضهم لخطر أكبر من ضعف المناعة، وقد تساهم معايير النظافة السيئة أو غير الصحية الموجودة في المستشفيات أيضًا في زيادة العدوى الفطرية في بعض الحالات.
وقد يؤدي البقاء في غرف سيئة التهوية (في المستشفى أو المنزل) إلى إلتعرض لخطر الإصابة أيضاً.

الاستخدام المفرط للستيرويدات

غالبًا ما توصف الستيرويدات، التي تُستخدم غالبًا لعلاج حالات فيروس كورونا الشديدة، بأنها "منقذة للحياة"، ومع ذلك، فقد تم وضع الاستخدام المفرط للستيرويدات والمضادات الحيوية التجريبية تحت الدراسة حالياً، مع الأخذ في الاعتبار آثارها الجانبية الواضحة.
وبينما تعمل الستيرويدات على تخفيف الالتهاب في الأعضاء الحيوية، فإنها يمكن أن تنتج أيضًا تأثيرًا مثبطاً لمناعة الجسم، كما يمكن أن تكون أيضًا مشكلة لمرضى السكري حيث يمكنها رفع مستويات السكر في الدم مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا، ويمكن قول الشيء نفسه عن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أثناء العلاج.
لذلك، يجب مراجعة الاستخدام المفرط أو العلاج الذاتي للمنشطات والمضادات الحيوية لأب شخص يعاني من فيروس كورونا.

الاستخدام المتكرر للأقنعة

بينما تتزايد حالات الفطريات السوداء بين المرضى في المستشفيات، أثار بعض الخبراء أيضًا تساؤلات حول الاستخدام المتواصل وغير الصحي والمتكرر لأقنعة الوجه، وعلى الرغم من عدم وجود دليل سريري يدعم هذه النظرية حتى الآن، فقد سلط بعض الأطباء الضوء على دراسات حالة الإصابة بالفطريات المخاطية حيث كان للمرضى تاريخ سيئ في استخدام أقنعة الوجه غير المغسولة لفترة طويلة، إلى جانب الأمراض المزمنة والاعتماد المفرط على الستيرويد.

أعراض عدوي الفطر الأسود

هناك أيضًا نوعان من عدوى داء الغشاء المخاطي التي يتم تتبعها بين مرضى الفيروس التاجي، وهما داء الغشاء المخاطي الدماغي Rhino-Orbito-Cerebral و Mucormycosis الرئوي.
تعتبر عدوي الغشاء المخاطي الدماغي نوعًا من العدوى الفطرية التي تنتشر حول الأنف والعينين والدماغ وتسبب تشوهًا واضحًا للوجه في الحالات الشديدة، يمكن أن يبدأ من الأنف، وينتشر بسرعة حول الممر الأنفي ويصل إلى الدماغ -مراحل متأخرة-، كما يمكن للعدوى أن تجعل المريض يعاني من أعراض مثل ارتخاء الأسنان، وآلام الفك، والتورم، والاحمرار، وسيلان العين، وعدم وضوح الرؤية، كما تم تسجيل حالات فقدان البصر والعمى الجزئي أو الدائم.
أما عدوي الغشاء المخاطي الرئوي، تهاجم العدوى الفطرية الرئتين والجهاز التنفسي وتسبب أعراضًا رئوية، وبعضها يمكن أن يشبه أعراض فيروس كورونا، بما في ذلك ألم الصدر وسعال الدم والحمى وتراكم السوائل وضيق التنفس، ويؤثر هذا بشكل شائع على الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بشكل خطير.

اقرأ أيضا:

لمن يعانون الأرق.. نصيحة "غير عادية" للنوم خلال دقائق

اقرأ أيضا:

دراسة: فرشاة الأسنان ورؤوس الدش مليئة بفيروسات هائلة