فندت دراسة حديثة، دراسات علمية أشارت في العام الماضي إلى أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بفيروس كوفيد – 19، وفقًا لورقة بحثية نشرتها المجلة الطبية البريطانية الأربعاء.

وفي أبريل 2020، توصلت دراستان فرنسيتان إلى أن "النيكوتين" قد يشكل دفاعًا وقائيًا ضد كوفيد – 19، مع تسمية النظرية بـ "فرضية النيكوتين".

وتصدرت نتائج الدراستين عناوين الصحف العالمية، مما أثار القلق من إمكانية تدافع الناس في جميع أنحاء العالم إلى الحصول على "النيكوتين" لمنع الإصابة بفيروس كورونا.

غير أنه منذ ذلك الحين تم دحض النتائج التي تشير إلى أن التدخين - أو النيكوتين، يقي من كوفيد -19. وأظهرت العديد من الدراسات أن التدخين مرتبط بالفعل بزيادة فرصة الوفاة المرتبطة بـ كوفيد -19.

وأشار صحفيان - ستيفان هوريل من "صحيفة لوموند" وتايز كيزر من قسم التحقيقات – إلى وجود روابط مالية لم يكشف عنها بين بعض مؤلفي دراسات العام الماضي وصناعة التبغ.

واكتشف هوريل وكيزر أن أحد مؤلفي الدراسة، البروفيسور جان بيير تشانجوكس، له تاريخ في تلقي الأموال من مجلس أبحاث التبغ، الذي يمول تمويل الأبحاث التي يمكن أن تلقي بظلال من الشك على مخاطر التدخين والتركيز على الآثار الإيجابية للنيكوتين، وفقًا للصحفيين.

اظهار أخبار متعلقة

شبهة تمويل 

وأظهرت الوثائق أن مختبر شانجو تلقى 268675 دولارًا من مجلس أبحاث التبغ، لكنه نفى تلقي أي تمويل مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بصناعة التبغ منذ التسعينيات.

كان الباحث اليوناني كونستانتينوس فارسالينوس أول من نشر "فرضية النيكوتين" في افتتاحية في تقارير علم السموم.

كان رئيس تحرير تلك المجلة، أريستيدس م. تساتساكيس، مؤلفًا مشاركًا للدراسة، وكذلك والاس هاينز، عضو المجلس الاستشاري العلمي لشركة "فيليب موريس إنترناشونال" في عام 2013.

كان كونستانتينوس بولاس، مؤلفًا مشاركًا آخر، رئيس مختبر البيولوجيا الجزيئية والمناعة في جامعة باتراس، والذي تلقى تمويلًا من شركة "نوبتاكو"، الشركة الرائدة في السوق في السجائر الإلكترونية اليونانية وموزع أنظمة توصيل النيكوتين التي تنتجها شركة الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ، والتي تعتبر نفسها أكبر شركة تبغ في العالم.

وعلى الرغم من أن فارسالينوس وبولاس لم يكشفا أبدًا عن التمويل في مقالاتهما، فإن هوريل وكيزر يعرضان منحتين من مؤسسة عالم خالٍ من التدخين - وهي مؤسسة غير ربحية أسستها شركة فيليب موريس إنترناشونال في عام 2017 - إلى "حديقة باتراس للعلوم".

اقتربت المنح من 101000 دولار وذهبت إلى NOSMOKE"، وهي حاضنة جامعية ناشئة يرأسها بولاس والتي تنتج سجائر إلكترونية عضوية.

بعد أن فشل بولاس وفارسالينوس في الكشف عن تضارب المصالح، تراجعت مجلة الجهاز التنفسي الأوروبية عن ورقة شارك في كتابتها الاثنان.

ووجدت تلك الورقة أن "التدخين الحالي لا يرتبط بنتائج عكسية" لدى المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات مصابين بـ كوفيد -19، بدعوى أن المدخنين لديهم مخاطر أقل بكثير للإصابة بالفيروس

وفقًا لهوريل وكيزر، خصصت مؤسسة عالم خالٍ من التدخين 1.1 مليون دولار للأبحاث من أجل "فهم أفضل للارتباطات بين التدخين و / أو استخدام النيكوتين، وعدوى كوفيد -19 ونتائجه" في يونيو 2020.

وقالا إن جهود دوائر صناعة التبغ خلال جائحة كوفيد -19 تتماشى مع الإجراءات السابقة التي تهدف إلى تقويض الرسائل العامة حول المخاطر الصحية للتبغ والنيكوتين.

وكتب هوريل وكيزر: "يدفع المسؤولون التنفيذيون في صناعة التبغ بشكل متزايد إلى جعل النيكوتين حلاً للإدمان الذي صنعوه بأنفسهم، بهدف إقناع صانعي السياسات لمنحهم مجالًا واسعًا لتسويق منتجاتهم الخالية من الدخان".

وتابعا: "هذا يجعل الدراسات حول القيم الافتراضية للنيكوتين موضع ترحيب كبير بالفعل".