حذرت دراسة حديثة من أن استنشاق جزيئات صغيرة من الهواء الملوث على مدى فترة طويلة قد يعرض حاسة الشم للخطر.

وتوصل الباحثون خلال الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة (JAMA Network Open) - التي تصدرها الجمعية الطبية الأمريكية - إلى أن خطر فقدان حاسة الشم تضاعف تقريبًا بين الأشخاص الذين يتعرضون لفترات طويلة لهذا النوع من تلوث الهواء، المعروف باسم الجسيمات.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور موروجابان راماناثان: "من المثير للفضول أن المجموعة بأكملها التي فقدت حاسة الشم كانت معرضة بشكل أكبر لـ"الجسيمات"، مقارنة بالمجموعة التي لم تصب بالمرض".

ويبلغ حجم هذه الجسيمات الدقيقة أقل من 2.5 ميكرومتر، أو أصغر بحوالي 30 مرة من قطر شعرة الإنسان. تُعرف باسم PM2.5، وهي مرتبطة بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب وسرطان الرئة والربو.

ويتم إنتاج هذه الجسيمات بواسطة سيارات وشاحنات الديزل، ويمكن أن تتكون من العديد من المواد، بما فيها الغبار والأوساخ والسخام والدخان والمركبات العضوية والمعادن.

مع ذلك، حذر راماناثان، أستاذ مشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية من أن هذه الدراسة لا يمكن أن تثبت أن التعرض للجسيمات يسبب فقدان الشم، إلا أنه يبدو أن هناك علاقة.

اظهار أخبار متعلقة

فقدان حاسة الشم لفترة طويلة

ومن غير الواضح في الدراسة ما إذا كان فقدان حاسة الشم ناتجًا عن تلوث الهواء الذي يضر بالأعصاب التي تتحكم في حاسة الشم أو بسبب التهاب في غشاء الأنف. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان فقدان حاسة الشم دائمًا، وفق مؤلف الدراسة.

قال راماناثان: "عادة، عندما تعود حاسة الشم، عادة ما تكون بعد عدوى فيروسية أو عندما يزول الالتهاب".

وفي حالة كوفيد – 19، فإن الأعراض الشائعة هي فقدان الشم. وأشار إلى أن بعض الأشخاص الذين يصابون بالعدوى يفقدون حاسة الشم ويستعيدونها، لكن بالنسبة للبعض، فإنها لا تعود مرة أخرى، حتى بعد عام.

قال الباحثون إن جميع المرضى الذين يعانون من فقدان الشم في هذه الدراسة الجديدة يعانون من الحالة لفترة طويلة.

وشملت الدراسة ما يقرب من 2700 بالغ، من بينهم أكثر من 500 يعانون من فقدان حاسة الشم.

وباستخدام نظام جودة الهواء التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية، أنشأ الباحثون نموذجًا لتقدير تلوث PM2.5 في الرموز البريدية للمشاركين. ووجد الباحثون أن التعرض طويل المدى الذي يحمله الهواء لجسيمات (PM2.5) يزيد من خطر فقدان حاسة الشم بحوالي 1.7 ضعفًا.

فقدان حاسة الشم يؤثر على نوعية الحياة

ويمكن أن يؤثر فقدان حاسة الشم على نوعية الحياة، مما يجعل من الصعب تذوق الأطعمة واكتشاف الروائح الضارة. وقال الباحثون إن الأشخاص المصابين بهذه الحالة معرضون لخطر فقدان الوزن والاكتئاب والقلق.

وأضاف راماناثان وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إنه لا يوجد الكثير يمكن لأي فرد القيام به لتقليل التعرض لتلوث الهواء. وشدد على أن "هناك حاجة إلى تنظيم أفضل لجودة الهواء".

كارا هوفر، أستاذة مشاركة في الأنثروبولوجيا البيولوجية بجامعة ألاسكا في فيربانكس ، متخصصة في حاسة الشم قالت إنه "ثل العديد من المشاكل الصحية الأخرى، فإن فقدان حاسة الشم أسوأ بين الفقراء والأقليات الذين يميلون إلى العيش في مناطق ذات مستويات أعلى من تلوث الهواء".

وأضافت: "كلما ارتفعت حالتك الاجتماعية والاقتصادية، زاد وصولك إلى المخازن المؤقتة التي تؤثر على التلوث، مثل ركوب سيارتك المكيفة بدلاً من استخدام وسائل النقل العام أو العيش في مناطق خارج المدينة أو في مناطق بها المزيد من الحدائق والمساحات الخضراء، والتي تساعد في إزالة بعض التلوث".

واتفقت هوفر وراماناثان على أن الحد من تلوث الهواء لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المجتمع ككل. قالت هوفر: "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالفرد. أعتقد أنه يجب أن يكون تغييرًا من أعلى إلى أسفل".