وقعت في بني إسرائيل الكثير من العجائب والغرائب فهم من أكثر الأمم في ذلك.
تاجر يداين الناس:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما عسر، وتجاوز، لعل الله أن يتجاوز عنا.
فلما مات قال الله: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا. إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر وتجاوز، لعل الله يتجاوز عنا، قال الله: قد تجاوزت عنك".
مذنب وعاصٍ:
2- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيان، وكان أحدهما مذنبا، والآخر مجتهدا في العبادة، وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر، فقال: خلّني وربي، أبعثت علي رقيبا؟!
فقال: والله لا يغفر الله لك، أو: لا يدخلك الله الجنة، فقبض روحهما، فاجتمعا عند رب العالمين. فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟. وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار".
صاحب البستان والسحابة:
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بينما رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة يقول: اسق حديقة فلان!، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في الحديقة، حيث قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته، يحول الماء بمسحاته.
فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة. فقال: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟! قال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه، يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟
قال صاحب الحديقة: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثا".