توصلت دراسة حديثة إلى أن عقارًا يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي قلل من خطر الوفاة من الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد – 19 بين المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى بنسبة 40 في المائة تقريبًا.

وبعد ما يصل إلى 90 يومًا من الرعاية في المستشفى، توفي سبعة من 63 مريضًا، أو 11 في المائة، تم إعطاؤهم جرعة واحدة على الأقل من عقار توسيليزوماب.

وأظهرت النتائج، أنه بالمقارنة مع أولئك الذين تلقوا "الرعاية المعتادة" مع العلاجات الأخرى، توفي 11 من بين 67.

واستنادًا إلى النتائج، قال الباحثون إن توسيليزوماب، وهو جسم مضاد أحادي النسيلة - وهو بروتين مصنوع في المختبر مصمم لتقليد قدرة الجهاز المناعي على محاربة الأمراض - يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، قد يساعد مرضى الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد - 19.

قال الدكتور كزافييه مارييت، مؤلف مشارك في الدراسة لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يمكن اعتبار توسيليزوماب في المرضى الذين يعانون من التهاب رئوي متوسط إلى شديد يتطلب (مكملات أكسجين)".

وأضاف مارييت، رئيسة قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى بيستر في باريس: "يبدو أن الدواء يمكن أن يفيد المزيد من المرضى المصابين بالتهاب شديد".

ولم تتم الموافقة على استخدام عقار توسيليزوماب بعد لعلاج مرضى كوفيد – 19 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ومع ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تحلل البيانات من العديد من التجارب السريرية للدواء، والتي أسفرت حتى الآن عن نتائج مختلطة، وفقًا لمارييت وزملائه.

في أكتوبر، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار ريمديسفير المضاد للفيروسات لاستخدامه ضد فيروس كورونا، وأعطت الضوء الأخضر لاثنين من الأجسام المضادة أحادية النسيلة - باملانيفيماب وإيتيسيفيماب – لعلاج المرضى ذوي الحالات الخفيفة إلى المتوسطة في فبراير.

في الدراسة، قارن الباحثون الفرنسيون عقار توسيليزوماب بالرعاية المعتادة مع العلاجات الأخرى التي يحصل عليها مرضى الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد -19.

تلقى 63 من المشاركين في الدراسة، حقنة من التوسيليزوماب بجرعة 8 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، بينما تلقى 67 منهم الرعاية المعتادة.

وقالوا إنه يبدو أن توسيليزوماب يقلل من مستويات البروتين التفاعلي سي، والذي قد يكون علامة على انتشار الالتهاب في الدم.

والذين لديهم مستويات منخفضة من البروتين التفاعلي سي بعد علاج توسيليزوماب كانوا أقل عرضة لطلب دعم جهاز التنفس الصناعي للحفاظ على التنفس، مقارنة بالمرضى الذين لديهم كميات أعلى من البروتين بعد الرعاية المعتادة، وفقًا للباحثين.

وقال مارييت: "أحد القيود المهمة لهذه الدراسة هو أنها (تم) إعدادها في مارس 2020، وبالتالي كان عدد قليل جدًا من المرضى يتناولون المنشطات".

وأضاف: "لقد أصبح هذا الآن معيار الرعاية لهؤلاء المرضى الذين يعانون من التهاب رئوي متوسط إلى شديد (لذا) فإن السؤال التالي هو مقارنة" علاج الستيرويد مع التوسيليزوماب بالإضافة إلى الستيرويدات، على حد قوله.