أخبار

لتفادي الشعور بالأرق.. هذا الطعام يجب تجنبه قبل النوم

دعاء تيسير العمل و سعة الرزق

إلى أصحاب العنترية الجوفاء: "لا تمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموه فاثبتوا"

طريقة سهلة تعينك على حفظ القرآن.. انطلق من هنا

التغافل منهج رائع في تجاوز المحن ومرور الأمور بسلام.. هذه بعض صوره

خطيبي يتجاوز ويلمس أجزاءً حساسة من جسدي ويغضب ويقاطعني عندما أرفض.. كيف أتصرف؟

يا من لا تترحمون على الناس أحياءً وأمواتًا.. هلا نزعت الرحمة من قلوبكم!

الرفق واللين من أظهر صفاته عليه الصلاة والسلام.. احرص على أن تقتدي به

"أمة وسطًا".. أفضل ما قيل في معنى الوسطية والاعتدال

معنى جديد لـ "الفتوة".. هل سمعته من قبل؟

طالوت يكشف حقيقة اليهود.. فماهو تكوينهم النفسي؟

بقلم | أنس محمد | السبت 18 نوفمبر 2023 - 11:26 ص


اشتُهِر اليهود بصِفاتٍ ذميمة، ذَكَرها الله تعالى في القرآن الكريم، خلال قصص أغلب أنبيائه من الذين عاشروا اليهود، وبالرغم من شهرة اليهود بصفات الغدر والخيانة المتأصِّلة في جميع اليهود إلى يوم القيامة، ونقْض العُهُود والمواثيق؛ وحب الجدال والمكر والخبث، قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة:13]، فقد نقضوا العهد مع رسولِ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم وحاوَلوا قتْلَه أكثر من مرَّة، وفي آخرِها وضعوا له السُّمَّ في الشَّاة، وقدَّموها هديَّة، فمضغ منها مضغة، ثمَّ مكث يُعاني سنوات عديدة من هذا السُّمّ.

إلا أن هناك صفات تتحكم في الجذور الداخلية والنفسية لشخصية اليهود، والتي دائما ما تبرز غدرهم وخيانتهم، ويأتي على رأس هذه الصفات، صفة الجبن والخوف، فاليهود عرف عنهم التولي والرعب، وحب الحياة الذي يسيطر عليهم، حتى أنهم يخشون لقاء عدوهم وجها لوجه، فلا يقاتلون إلا من خلال قرى محصنة ومن وراء جدر وبأسلحة قذرة تعفيهم من خطر المواجهة المباشرة، كما أخبر عنهم الله سبحانه وتعالى: "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14)".

حب الجدال والمراوغة

فقد وجد موسى عليه السلام أشد العذاب من خلال دعوته لليهود، نتيجة جدالهم له، ومطالبهم التي لم تعرف حياءا ولا خشية من الله بقدر خشيتهم من الموت والجهاد، فقد طلبوا من موسى أن يروا الله جهرة، وطلبوا منه أن يقاتل لهم، ولما خرج معهم للقتال، رواغوه، وقالوا له كما جاء في سورة المائدة : " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) ".

اقرأ أيضا:

إنْ كان الله هو الذي يهدي ويُضل.. لماذا يُحاسب الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)

وبعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام، تعاقب على بني إسرائيل عدد من الأنبياء، وبعضهم كانوا ملوكًا عليهم، وقد أهمل بنو إسرائيل التمسك بتعاليم التوراة، وعبدوا الأصنام، وأُخذ منهم التابوت الذي تركه لهم سيدنا موسى فيه سكينةٌ من الله عزَّ وجلَّ، وألواح التوراة وبعض الأشياء الأخرى، من بعض القبائل، وساءت أحوالهم.

وكلما ساءت أحوالهم بحثوا عمن يقاتل لنصرتهم، فكان بينهم نبي طلبوا منه أن يسأل الله أن يبعث لهم ملكًا لكي يقاتلوا بدلًا مما يعانوه من إهانةٍ وتشريدٍ، فسألهم النبي إن كانوا حقًّا سيقاتلون، فقالوا له نعم سنقاتل، وكيف لا نقاتل وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا، لكن كعادتهم لم يصدقوا مع الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 246].

لا يعرفون إلا لغة القوة والمال

أخبرهم نبيُّهم أن الله عز وجل قد بعث لهم طالوت ملكًا عليهم، ويُقال: إن طالوت هذا كان سقَّاءً فقيرًا غير معروف بينهم، وقيل إنهم لم يعرفوه للوهلة الأولى وأخذوا يفكرون فيمن يكون طالوت هذا، فلما عرفوه احتقروه واستنكروا أن يكون ملِكًا عليهم، لأنه ليس من وجهائهم، بالإضافة إلى أنه فقير ليس عنده مال، فكذا اليهود لا يعرفون إلا لغة القوة ولغة المال.

 وبالرغم من أهمية هذه الاعتبارات التي ذكروها؛ لأن الوجاهة والمال مما يُعين الحاكم على تقلُّد مهام منصبه وتيسير قيادته ومواجهة الأزمات؛ لما له من علاقات وخبرة ووفرة مادية، لكن الله جل شأنه أخبرهم أن هناك اعتبارات أخرى تتفوق على هذه الاعتبارات، أولها وأهمها اصطفاء الله له، وهذا أمر مفهوم بالنسبة لقوم يأتيهم خبر السماء وبينهم نبي يبلغ رسالة ربه إليهم، ويجب أن يكون هذا الاصطفاء حاسمًا في استجابتهم، لولا أنهم جبلوا على الجدل والمراوغة والعناد.

اقرأ أيضا:

كيف فضح الله الجن بموت سليمان؟.. قصة تدل على ضعفهم حتى لا تقع في شركهم

وبالإضافة إلى الاصطفاء الإلهي، هناك أيضًا العلم والقوة الَّذيْن منحهما الله تعالى لطالوت، فكان طالوت لديه مزية زائدة عن قومه في العلم والقوة، خاصَّة أنهم كانوا يطلبون ملكًا يقاتلون معه ضد أعدائهم، وعلم الملك وقوته مهمان لتحقيق الغاية من وجوده في موقع القيادة، حتى يحسن التخطيط للحرب، ويستطيع الصمود والمواجهة بقوته الجسمانية أمام خصوم أشدَّاء، فيثبت الجنود بثباته ويزدادون حماسة بصموده وفتوَّته، وفوق ذلك كله، أخبرهم النبي بحقيقة خالدة، وهي أنَّ الله تعالى يؤتي ملكه من يشاء؛ فالكون كله ملك له سبحانه وتعالى، والأمر أمره والتدبير تدبيره، فلا ينازع الله في ملكه أحد كائنًا من كان؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 247].

وبَيَّنَ لهم النبي أن الله قد جعل لمُلكه علامة ظاهرة، وهي استعادة التابوت والآثار التي كانت عندهم من لدن سيدنا موسى عليه السلام؛ حتى يكون في ذلك مزيد تصديق وإقناع لهم لملكه عليهم، فحملت الملائكة التابوت وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون إليهم، بعد أن أُخِذَتْ منهم؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 248].

التمرد والنفاق

وجاء أوان القتال فخرج معه عدد منهم، وأرهقهم السير وأجهدَهم العطش، وتململ كثير منهم من القتال، وتهيَّبوا مواجهة جالوت وجنوده بقوتهم المعروفة وأعدادهم الغفيرة، فأراد طالوت أن يختبر صدقهم كقائد يجب أن يدرك حقيقة ما لديه من قوة وقدرة، فأخبرهم أنهم سيجدون نهرًا في طريقهم، فنهاهم عن الشرب منه، وعفا لهم عن غرفة واحدة يبل بها الجندي ريقه، فلما وصلوا إلى النهر، شرب معظمهم حتى ارتووا وخالفوا أمر ملكهم، إلا عدد قليل لم يشرب أو اغترف غرفة واحدة، وذُكِر أن هذا العدد بضع مئات قليلة، وقيل: بضعة آلاف، وفي كل الأحوال كان هذا العدد قليلًا جدًّا لخوض معركة أمام جيش قوي به عشرات الآلاف من المقاتلين الأشدَّاء.

ثم جاوز طالوت بهؤلاء القلَّة الذين صمدوا النهر، فقال بعضهم: إنهم لا طاقة لهم على قتال جالوت وجنوده وهم على هذا الحال وبهذا العدد القليل، لكن ذكرهم المخلصون المتوكلون على الله، بأن النصر حقيقة من عند الله، وجهدهم وقتالهم وتخطيطهم مجرد أسباب ظاهرة، لا تؤدي إلى النصر بذاتها، بل بتوفيق الله؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 249].

والتقى الجيشان؛ جيش المؤمنين وجيش الكافرين، ورأى المؤمنون أعدادًا هائلة من الكفار، أقوياء أشدَّاء، وأسلحة وعتادًا، فطلبوا من الله الصبر والثبات والنصر، وكان من ضمن الجنود المؤمنين شابٌّ صغيرٌ مؤمنٌ، صار فيما بعد نبيًّا عظيمًا، وملِكًا صالحًا عليهم، هو سيدنا داود عليه السلام، وقد قتل سيدنا داود قائد الكفار جالوت، وقيل: إن جالوت دعاهم إلى المبارزة فخرج إليه سيدنا داود وهو صغير فسخر منه، ولكن سيدنا داود أصرَّ على مواجهته، فحاول جالوت أن يقتله فلم يستطع، وقتله سيدنا داود، واشتبك الجيشان فانتصر المؤمنون على الكافرين بفضل الله وإرادته، وكان في ذلك تمهيد لسيدنا داود عليه السلام ليكون قائدًا ونبيًّا لبني إسرائيل؛ كما قال سبحانه: ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۞ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 250-251].

اقرأ أيضا:

من عميت بصيرته في الدنيا أعمى الله بصره في الآخرة.. متى يعيد الله له الرؤيا؟ (الشعراوي)

الكلمات المفتاحية

طالوت اليهود صفات اليهود

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled اشتُهِر اليهود بصِفاتٍ ذميمة، ذَكَرها الله تعالى في القرآن الكريم، خلال قصص أغلب أنبيائه من الذين عاشروا اليهود، وبالرغم من شهرة اليهود بصفات الغدر وا