كثيرة هي الأدعية التي وردت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لكي يرفع الله عز وجل عنا البلاء، أو للفوز بالجنة، لكن هناك بعض الأدعية التي قد لا يعرفها كثير من الناس، مع أنه لو علمها الجميع لسارت ديدن يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، آملين في أن يكتب الله عز وجل الإجابة، خصوصًا في الأيام المباركات، وبما أننا مازلنا نعيش أجواء رمضان العظيمة، فلما لا نوصل الدعاء.. عسى الله عز وجل أن يرفع عنا البلاء، ويعم الخير على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن ليست كل الأدعية هي فقط التي دعا بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وإنما قد يكون هناك دعاءً سأل به عبد ضعيف، ومازال مضرب المثل في الاستجابة، وفي رضا الرب عنا.. لذا علينا أن نتعلم جميع أنواع الأدعية، لعل وعسى الله يستجيب من إحداها.
قصة الفاروق
يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، زار في العشرة الأواخر من رمضان، قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فوجد إعرابيا يقف أمام القبر ويدعو، فوقف عمر خلفه وأنصت إليه .. فوجد الإعرابي يقول : «اللهم هذا حبيبك، وأنا عبدك، والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سُرّ حبيبك، وفاز عبدك، وحزن عدوك، وإن لم تغفر لي حزن حبيبك، ورضي عدوك، وهلك عبدك.. وأنت أكرم من أن تحزن حبيبك وترضي عدوك وتهلك عبدك.. اللهم إن كرام العرب إذا مات فيهم سيد أعتقوا عبيدهم عند قبره، وهذا سيد العالمين مات فاعتقني من النار عند قبره».. وهنا نادى عمر بأعلى صوته: «اللهم إني أدعوك بما دعا هذا الإعرابي ... وبكى عند القبر حتى ابتلت لحيته ».. فاللهم ونحن أيضًا ندعوك بما دعا به هذا الإعرابي فاعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأرحامنا وكل من له حق علينا من النار يا الله.
اقرأ أيضا:
دعاء للنجاة من كبيرة الزنامن أدعية العرب
من تتبع أدعية العرب سيجد الكثير منها يستحق الاهتمام، ومنها ما رواه الأصمعي، حيث قال: «سمعت إعرابية تقول في دعائها: يا من ليس له رب يدعى، ويا من ليس فوقه خالق يخشى، ويا من ليس دونه إله يبقى، ويا من ليس له وزير يؤتى، ويا من ليس له صاحب يرشي، ولا بواب ينادي، ويا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، وعلى كثرة الذنوب إلا رحمة وعفوا.. اللهم ارزقني عمل الخائفين، وخوف العاملين، وحتى أنعم بترك النعيم طمعا فيما وعدت، وخوفا مما أوعدت».. فانظر إلى عظمة ما يقال، وتعلم.. فأنت عليك بالدعاء وعلى الله الإجابة.. لكن على أن تكون واثقًا تمام اليقين والثقة في ذلك.