للأسف غالبًا ما تحمل سيرة الصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان، الكثير من الجدل، ويصل الأمر لبعضهم أن (يطعنوه) بما ليس فيه، وحاشى أن يكون فيه كثير مما يقال.. فهو من جاء في شأنه الكثير من الأخبار التي تدل وتؤكد على حسنه وفضل عمله، فهو لاشك كان كاتب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو أيضًا الذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: «اللهم اجعله هاديًا مهديًا».

ومن ذلك أيضًا، حديث أم حرام بنت ملحان قالت: سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم». ثم قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم»، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا».

أقوال كاذبة

كارهو سيدنا معاوية للأسف نسبوا فيه وإليه ما ليس فيه على الإطلاق، بل أن منهم من افترى بالقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال في حقه ضرورة القتل، ومنها: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»، وهو حديث موضوع أكد العلماء أجمعين أنه ليس بحق أن يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يكون قد قاله من الأساس..


أيضًا لما تولى معاوية معاوية الولاية، كان هناك عدد لا بأس به من كبار الصحابة مازالوا على قيد الحياة، ومع ذلك شهدوا له بحسن الخلافة، ومنهم: (سعد وأسامة وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت ومسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك).. بل أن الحسن ابن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه، تنازل لمعاوية عن الحكم، وكان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قد أثنى على هذا الصنيع وبشر به، فقال: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

اقرأ أيضا:

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

دعوة النبي

أيضًا مما يدل على عظيم عمل معاوية، أن دعا له النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، «فعن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه»، وبينما البعض يتصور أنه دعاء عليه، إلا أن العلماء اعتبروها له وليست عليه، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم! إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه. فإنما أنا بشر. فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته. فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة، تقربه بها إليك يوم القيامة».