يعيش كثير من الناس سواء في رمضان أو غيره، مع بعض الهموم التي تعكر عليه صفو حياته، فهل هناك من علاج أو روشتة تمكنه من الخروج من هذا الهم؟.. خصوصًا مع هذه الأيام الفضليات الكريمات..
بدايةً، فقد ارتبط شهر رمضان المبارك بذكر الله عز وجل، وهو بالأساس أعظم الطرق للخلاص من أي هم مهما كان، ولما لا وسعادة الإنسان الحقيقية في هذه الحياة إنما هي في اطمئنان قلبه ، وراحة باله ، واستقرار خواطره ، وقد أرشد الله عباده في كلمة موجزة حكيمة إلى الوسيلة التي تحقق لهم هذه السعادة وتقيهم من عذاب القلق والاضطراب ، وآلام الجزع والهلع ، وشقاء الشك والارتياب ، فقال جل ثناؤه ، وهو أصدق القائلين : « أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » ( الرعد : 28 )، ومع توالي أيام الشهر الكريم، وارتباطها بالصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحم، والعمل الصالح بشكل عام.. فمن المؤكد أن هذه الأيام هي الفضلى في الخلاص من أي هم أو كرب مهما كان.
الدعاء
أيضًا على الإنسان أن يلزم الدعاء طوال الشهر الكريم، ويستغله في التقرب إلى الله من جهة، وفي دعوته أن يرفع الغم والهم عنه وعن أمة محمد جميعًا طوال أيام العام، فقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».. وبما أن رمضان شهر القرآن، فإن الأمر أصبح في متناول اليد، فقط حافظ على قراءة القرآن، ثم ردد الدعاء، لاشك سيرفع الله عنك أي هم أو غم مهما كان.
اقرأ أيضا:
لماذا نبدأ رمضان بالطاعة وننهيه بالمعصية؟.. هكذا نصحح البداية والنهاية!لا تتوقف عن الذكر
عزيزي المسلم، في رمضان هناك أوكازيون مفتوح طوال الوقت، فلا تتوقف عن ذكر الله أبدًا، يمحو الله لك خطاياك، ويمنحك السعادة في الدارين الأولى والآخرة، ليس هذا فحسب، وإنما أيضًا أشعرك بطمأنينة في قلبك ستحدث بها نفسك.. فذكر الله الذي تطمئن به القلوب ، ليس هو مجرد ترديد اللسان لاسم من أسمائه ، أو صفة من صفاته ، وإنما هو تذكير ألوهيته وعظمته ، واستشعار رأفته ورحمته ، وقهره وعزته ، واستحضار حكمته في سننه ، وعدالته في قضائه.. إذن هنا الدواء الحقيقي والعلاج الشافي الأكيد.. في هذه الأيام داوم على ذكر الله، تنعم بالسكينة، وتفز بكل خير.