حذرت دراسة حديثة من أن النساء اللاتي تعرضن للإصابة بارتجاج في المخ أكثر عرضة للإصابة بأعراض جسدية وعقلية دائمة.
ووجدت الدراسة التي أجريت على 2000 شخص يعانون من ارتجاج في المخ، أن النساء كن أكثر عرضة من الرجال للاستمرار في ظهور بعض الأعراض بعد عام واحد من الإصابة.
شملت المشاكل، تشوش الذاكرة وصعوبة التركيز وكذلك الصداع والدوخة والتعب. في المقابل، أظهرت النساء والرجال أوقات تعافي مماثلة بعد إصابات رضحية في مناطق أخرى من الجسم.
ووفقًا لوكالة "يو بي آي"، فإن الأسباب غير واضحة، لكن الدراسة ليست أول من اكتشف الفروق بين الجنسين في التعافي من الارتجاج. إذ وجد الكثيرون أنه في المتوسط، تتحسن النساء بشكل أبطأ بعد الإصابة بالارتجاج، بغض النظر عن سبب الإصابة.
وشملت الدراسة الجديدة أيضًا، مجموعة "مراقبة" من الأشخاص الذين عانوا من إصابات في العظام، لمعرفة ما إذا كانت النساء تميل إلى التعافي بشكل أبطأ من الإصابات بشكل عام.
ووصفت مارتينا أنطو أوكرا، الأستاذة المساعدة لطب الطوارئ وعلم الأعصاب في المركز الطبي بجامعة روتشستر، نتيجة الدراسة بأنها مهمة، وقالت إن هذا يعزز حالة أن تعافي المرأة الأبطأ مرتبط بالارتجاج على وجه التحديد.
شاركت أنطو أوكرا في كتابة افتتاحية نُشرت مع الدراسة في مجلة ( JAMA Network Open) التي تنشرها الجمعية الطبية الأمريكية.
وفي حين أن النتائج قد تبدو مخيفة، إلا أن معظم النساء يتعافين بسرعة إلى حد ما بعد حدوث ارتجاج، وفقًا لمؤلفة الدراسة، قائلة: "نتوقع أن يتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع"، مشيرة إلى أن حوالي 90 في المائة منهن يعودون إلى المسار الصحيح في غضون ثلاثة أشهر. لكن بعض الأشخاص يعاني من أعراض جسدية أو عقلية أو عاطفية مستمرة لأسباب غير واضحة تمامًا.
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟في الدراسة، كان لدى النساء معدلات أعلى من الاكتئاب وتشخيص القلق قبل الارتجاج، مقارنة بالرجال. وأشارت أنطو أوكراه إلى أن هذه عوامل خطر للإصابة بأعراض ارتجاج طويلة الأمد.
وأضافت أنطو أوكرا أن بعض النساء يواجهن شكوكًا عندما يخبرن الطبيب أنهن ما زلن يعانين من أعراض ارتجاج بعد عدة أشهر من الإصابة. وتابعت: "هذا دليل إضافي على أنه ليس كل شيء في رأسك".
ولا يوجد حل لإصابة الدماغ. وقالت أنطو أوكراه إن هناك طرقًا للتحكم في الأعراض، إذ قد يعني ذلك العلاج المعرفي لمشكلات الذاكرة أو التفكير، أو الأدوية لمشاكل مثل الصداع المستمر.
وإذا شعرت النساء بأنه يتم تجاهل الأعراض المزمنة، فقد حثتهن على "المثابرة" في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.
تستند النتائج إلى 2000 مريض ارتجاج و 299 مصابًا بإصابات في العظام تم علاجهم في أي من 18 مستشفى في الولايات المتحدة.
على مدار عام واحد، أكملت عينة الدراسة بشكل دوري استبيانات قياسية حول الأعراض الجسدية والعقلية والعاطفية، كعلامات لاضطراب ما بعد الصدمة. في المتوسط، سجلت النساء المصابات بارتجاج في المخ درجات أعلى من نظرائهن من الرجال في مقاييس الوظيفة البدنية والعقلية - مما يعني أن لديهن أعراضًا أسوأ.
ضاقت الفجوة بين الجنسين بمرور الوقت، حيث تحسن معظم المرضى، لكنها ظلت موجودة بعد عام واحد.
اقرأ أيضا:
7 تقنيات لترك انطباع إيجابي عنك في العملقال الباحث الرئيسي هارفي ليفين، أستاذ الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في كلية بايلور للطب في هيوستن، إن الدراسة لا يمكن أن تجيب على السؤال عن السبب. وأضاف إنه من الممكن أن يلعب الالتهاب المزمن في أنسجة المخ أو التأثيرات الهرمونية دورًا ما.
ويمتلك الدماغ مستقبلات للإستروجين، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن النساء اللواتي يصبن بارتجاج في أوقات معينة من الدورة الشهرية يميلون إلى التعافي بشكل أبطأ.
خلال الدراسة، كان لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 35 و 49 عامًا أعراضًا أسوأ من النساء الأصغر سنًا وكبار السن.
ووصفت أنطو أوكرا النتيجة بأنها "رائعة"، على الرغم من عدم وجود تفسير قوي لها. وتكهنت أنه من الممكن أن يشير ذلك إلى وجود تأثير هرموني، لأن النساء في تلك الفئة العمرية يقتربن من سن اليأس.
قالت أنطو أوكرا، إن الدراسات المستقبلية يجب أن تحاول التعمق أكثر من خلال إجراء "تقييم هرموني" لمرضى ارتجاج المخ عند الإناث - مثل ما إذا كن يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية، أو وصلن إلى سن اليأس، أو كن يتلقين العلاج الهرموني لانقطاع الطمث.
في الوقت الحالي، قال ليفين إن النتائج المتعلقة بالعمر يجب أن يُنظر إليها "بحذر"، وتحتاج إلى تأكيد في دراسات أخرى.