قالت دراسة حديثة، إن كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع والبصر تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بالخرف مع تقدمهم في العمر.

وخلال الدراسة التي نُشرت في مجلة (Neurology)، أصيب ما يقرب من 8 في المائة من البالغين الذين يعانون من ضعف السمع والبصر في الدراسة بالخرف، مقارنة بأقل من 3 في المائة من الذين يعانون من ضعف أحدهم أو ليس لديهم ضعف.

مع ذلك، قال الباحثون إنهم لم يعثروا على صلة بين الخرف وفقدان إحدى الحواس.

وأضاف المؤلف المشارك للدراسة، جين هيونج جوهو في بيان صحفي: "اعتمادًا على درجة السمع أو فقدان البصر، فإن فقدان الوظيفة في حواسك يمكن أن يكون مزعجًا ويؤثر على حياتك اليومية".

وتابع جوهو، الباحث في كلية الطب بجامعة كانجوون الوطنية بكوريا الجنوبية: "لكن نتائج دراستنا تشير إلى أن فقدان كليهما قد يكون مصدر قلق خاص".

ويعاني حوالي 6 ملايين بالغ في الولايات المتحدة من شكل من أشكال الخرف، والذي يمكن أن يكون ناتجًا عن تلف الدماغ الناجم عن السكتات الدماغية أو الارتجاج أو الاضطرابات العصبية أو الالتهابات، ولكن يمكن أيضًا أن ينتشر في العائلات، وفقًا لجمعية الزهايمر.

اظهار أخبار متعلقة

الحد من الأنشطة الاجتماعية والتمارين

وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يتسبب فقدان البصر والسمع في الإصابة بالخرف، فمن المحتمل أن يؤدي فقدان كلتا الحاستين إلى قيام كبار السن بالحد من الأنشطة الاجتماعية والتمارين والأنشطة الأخرى، مثل القراءة، التي تساعد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، كما أظهرت الأبحاث السابقة للحد من مخاطر الخرف.

خلال الدراسة، قام الباحثون بتقييم أكثر من 6500 بالغ تتراوح أعمارهم بين 58 و 101 لضعف البصر والسمع، والذي تم تحديده بناءً على الردود على استبيان يسأل عن استخدام النظارات أو المعينات السمعية.

صنف المشاركون سمعهم على أنه "طبيعي" ، و"ضعيف، لكنهم قادرون على التواصل بدون أداة مساعدة للسمع" ، أو "صعوبة في التواصل مع سماعة أذن" أو "لا يوجد سمع على الإطلاق".

في المقابل، صنفوا الرؤية لديهم على أنها "طبيعية"، "منخفضة، لكنهم قادرون على مشاهدة الصحف أو التلفاز دون ارتداء نظارات"، "غير قادرين على مشاهدة الصحف أو التلفزيون بالنظارات" أو "لا يوجد مشهد على الإطلاق".

كما تم أيضًا تقييم مهارات التفكير والذاكرة لدى المشاركين كل عامين لمدة ست سنوات باستخدام اختبار يتضمن استرجاع الكلمات والتعرف عليها، وفقًا لما نقلته وكالة "يو بي آي".

في بداية الدراسة، كان حوالي 14 في المائة من المشاركين يتمتعون ببصر وسمع طبيعي، و45 في المائة لديهم ضعف بصري أو سمعي ، وقال 40 في المائة إنهم يعانون من كليهما.

الخرف أكثر شيوعًا

عند 8 في المائة، كان الخرف أكثر شيوعًا في المجموعة مع كلا الإعاقات في بداية الدراسة أكثر من أولئك الذين يعانون من ضعف حسي واحد، 2.4 في المائة، أو لا يعانون من ضعف حسي، 2.3 في المائة.

خلال فترة المتابعة التي دامت ست سنوات، أصيب 7.4 في المائة من المشاركين المصابين بكلتا الإعاقتين بالخرف، مقارنة بـ 2.9 في المائة من الذين يعانون من ضعف في أحدهما و 1.8 في المائة ممن لا يعانون من ضعف.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب 11 في المائة من 142 شخصًا لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان لديهم ضعف حسي بالخرف.

قال جوهو: "يمكن للأشخاص الأكبر سنًا الذين يعانون من ضعف في البصر أو السمع فقط الحفاظ على التواصل الاجتماعي، لذلك قد لا يشعرون بالعزلة أو الاكتئاب مثل الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات".

وتابع: "ومع ذلك، عندما يعاني شخص ما من إعاقات، فقد يزيد ذلك من خطر العزلة والاكتئاب، وهو ما وجدته الأبحاث السابقة أنه قد يؤثر على مخاطر الخرف ومهارات التفكير في وقت لاحق".