لاشك أن عملية الولادة الطبيعية أو القيصرية هي من المراحل الصعبة التي تمر بها النساء، لذا تحتاج إلى استعدادات خاصة، وعناية جسدية ونفسية، وتثقيف أيضًا بما سيحدث أثناء وبعد الولادة حتى يمكن التحضير والتجهز له كما ينبغي، والتعافي من الحمل بالإضافة للتعافي من آثار الولادة وآلامها بطريقة صحية .
لذا نعرض لك سيدتي عبر السطور التالية توضيحًا لما يمكنه الحدوث بعد الولادة القيصرية:
أولًا: نزول الإفرازات المهبلية (سائل النفاس)
توقعي تدفق دم ذي لون أحمر قاني، وكثيف، في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة القيصرية، وقد يحتوي على عدد قليل من الجلطات الدموية، وأنه يقل تدريجيا أثناء الشهر الأول بعد الولادة، وتصبح إفرازات مائية وتتغير من اللون الوردي أو البني إلى اللون الأصفر أو الأبيض، لذا لابد من المسارعة للتوجه إلى الطبيب المعالج إذا لم يحدث هذا التدرج، وحدث – لاقدر الله- نزفًا أو روائح كريهة، أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
ثانيًا: حدوث إنقباضات
وهي تحدث أثناء الأيام القليلة الأولى بعد الولادة القيصرية، وهذه الانقباضات (التي تشبه التشنجات المصاحبة للحيض غالبًا)، تُساعد على الوقاية من النزيف الشديد عن طريق الضغط على الأوعية الدموية في الرحم.
ثالثًا: حدوث آلام في الثدي
لابد من اتخاذ اجراءات معينة للتخفيف من آلام الثديين بعد الولادة القيصرية، إذا يصبحان مشدودين ومتورمين ويؤلمان عند لمسهما، لذا لابد من استخدمي مضخة الثدي، أو وضع منشفة دافئة عليهما، أو الاستحمام بماء دافيء لسحب اللبن، ووضع منشفة باردة، أو كمادات ثلجية عليهما فيما بين الرضعات، وعدم الضغط عليهما، وارتداء حمالة صدر متماسكة ومريحة، وتناول المسكنات الموصى بها من قبل الطبيب.
رابعًا: تساقط الشعر وتغيّرات الجلد
أثناء الحمل، تؤدي زيادة مستويات الهرمونات إلى زيادة نمو الشعر، وتوقف تساقط الشعر الطبيعي، وتكون هناك زيادة خصوبة في شعر الرأس، ولكن بعد الولادة يقل نمو الشعر، ويبدأ جسمك في إسقاط الشعر الزائد كله على الفور، ويتوقف الأمر بعد مرور 6 أشهر على الأقل، كما تتحول علامات التمدد على الجلد من اللون الأحمر إلى الفضي، وتختفي تدريجيًا العلامات الداكنة الموجودة أثناء الحمل من على بشرة جسمك أيضًا.
خامسًا: فقدان الوزن
تشعر معظم الأمهات بعد الولادة القيصرية، وكأنهن لازلن حوامل، فلا هن يتمتعن بجسم مثالي أو مظهر جيدفلا تنزعجي من أجل ذلك، إذ يعد هذا طبيعيا، حيث تفقد معظم النساء أكثر من 10 أرطال من وزنهن أثناء الولادة، بما في ذلك وزن الرضيع والمشيمة والسائل الأمينوسي، وسيقل الوزن أثناء فترة التعافي، إذ يتخلص الجسم من السوائل الزائدة، وبعد ذلك، من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يعود وزنك لما كان عليه قبل الحمل.
سادسًا: حدوث تغيرات الحالة المزاجية
تتعرض الكثيرات من الأمهات خاصة الجدد لما يسمى بإكتئاب ما بعد الولادة، إذ تحفز الولادة التقلبات المزاجية، والتهيج، والقلق، ويزول عادة خلال أسبوع أو أسبوعين.
لذا يتطلب الأمر طلب المساعدة النفسية المتخصصة لو عانيت من أعراض عنيفة ومستمرة وواضحة، كالتقلبات المزاجية الشديدة، وفقد الشهية، والشعور بالحزن الدائم والبكاء، والتعب الشديد، وفقد الشغف بالحياة وما تحبينه، إلخ.