أخبار

هل على الذهب الذي اشتريته لبناتي زكاة؟

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

احذر تناول البطاطس التي تحتوي على هذه العلامة

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

لماذا يرزق الفاجر ويحرم المؤمن؟.. من حكمة الرزق وأسبابه

بقلم | أنس محمد | الخميس 16 مايو 2024 - 06:47 ص

قضية الرزق من أكثر القضايا المثيرة للتفكير والجدال مع النفس، حتى أنها تعد من مداخل الشيطان التي قد تصل لليأس والقنوط، وربما الكفر والعياذ بالله، لذلك يقول المثل الشعبي الدارج: " قسم الله الأرزاق والعقول على البشر فأعجب كل شخص بعقله، ولكنه لم يعجبه رزقه".

وقد جعل الله في تقسيم الأرزاق على البشر حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وفي ذلك يقول الله تعالى: " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (الشورى 27) .

فما بين مسكيناً ذا متربة تشفق لحاله، ومستورا لا يرضى برزقه، وباغيا برزقه يفجر به أمام البعباد، ومؤمنا مطيعا لله تقياً نقياً أو عابداً خاشعاً، يصل الليل بالنهار اجتهاداً في العمل والحركة والعبادة، تجده مع ذلك من أصحاب الدخل المحدود، تتعجب لأمر الرزق، وتتساءل لماذا قسًم الله الرزق على الناس بهذه الطريقة، ولماذا رزق العاصي وحرم المؤمن؟، و هل الرزق مرتبط بكثرة العبادة أو قلتها؟ هل هناك علاقة بين الرزق الواسع وبين دين المرء؟ هل هناك منطق إلهي مختلف عن منطق البشر في مسألة الأرزاق؟.


حكمة إلهية


الله سبحانه وتعالى له حكمته في قضية الرزق، مثل حكمته في بعض القضايا الأخرى، كأن يموت الصغير قبل الكبير، أو أن تتزوج امرأة وتعنس أخرى، أو يرزق الله رجلاً البنات ويحرمه الأولاد أو العكس، أو غيرها من أمور حياتية كثيرة لا نفهمها بعقولنا المحدودة وإن تفتقت عن أفكار غاية في العبقرية والإبداع والفهم.

فمن حكمته سبحانه أن يوسع في رزق ذاك الغبي الجاهل أو ذلكم الفاسق العربيد، أو كافر يعادي الله ورسوله، في حين يضيق الرزق على ذاك العابد التقي النقي، أو مؤمن مخلص نظيف القلب، أو مجاهد في سبيله أو داعية يهتدي على يديه الآلاف من البشر.

منطق إلهي، يختلف عن المنطق البشري، أن جعل فلانا الفاسق الفاجر الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يعرف ديناً أو شرعاً، وهو مع ذلك لا يدري كم رصيده في البنوك المختلفة من ضخامته، وفلاناً صاحب دين وتقوى، ومع ذلك فخزائنه شبيهة بخزائن قارون، وهو سعيد في دنياه ويشكر ربه على الدوام، ويتصدق باستمرار وزكاة ماله لا يتأخر أبداً في توزيعها على الفقراء والمحتاجين كما أمر الله، وفلانا فقيرا ومعذلك يعصيربه ويعربد رغم فقره، وفلانا فقيرا أيضا ولكنه سعيد بفقره ويشكر ربه، ويحمده.

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

قضية إيمانية


قضية الرزق من قضايا الإيمان، فالمسألة ليست في مال أو قوت يأتيك أو يتأخر، كثير كان أم قليل، يكفيك أو لا يكفيك، بل قضية الرزق من قضايا الإيمان.

فأنت لك رزقا مكتوب مقسوم من عند الله من قبل أن تُخلق لكنك لا تدري أهو كثير أم قليل، ويأتيك سهلا ميسرا أم لن يأتيك إلا من بعد مشقة، ما عليك إلا أن تأخذ بالأسباب، وتتوكل على الله، ثم تنتظر ما يتفضل الله به عليك.

فالرَّزْقُ من أفعال الله، فلا يصح أن ينسب إلى غيره، و(الرزَّاقُ) من أسمائه، فلا يسمى غير الله رزاقا أو رازقاً كما لا يسمى خالقاً، والرزَّاقُ، صيغة مبالغة من رازق؛ للدلالة على الكثرة، فالرزَّاق: الكثير الرزق، صفةٌ من صفات الفعل، وهو شأن من شؤون ربوبيته عزَّ وجلَّ، فهو كثير الرزق سبحانه وتعالى، وهو رزاق لجميع عباده، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).

وقد تحدى الله تعالى خلقه بقضية الرزق وأنه لا يملكه سواه فقال جل ذكره: ﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾.

الرزق محتوم

ولأن الله تعالى تكفل به، فهو يرزق جميع خلقه القوي منهم والضعيف، الحقير والعزيز.. فلكلٍّ رزقَه لا يسلبه أحدٌ أو ينازعه إياه؛ لأن الله كفّله.. فرزق الله لا يستطيع أن يمنعه ولا يرده أحد، وإذا أرادك الله برَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا.



قال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾.

وفي السنة النبوية ما يشير إلى أن الرزق مكتوب ومحتوم, وأن ما قضاه الله سبحانه وتعالى وقدره كائن ولا بد ، عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ رُوح القدس نفَثَ في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلَها، وتستوعب رِزقَها، فاتَّقوا الله، وأجمِلوا في الطلب، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزق أن يطلبه بمعصية؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته).



 الرزق ليس مرتبطا بالإيمان والكفر

الله تعالى يرزق الكافر ويرزق المؤمن، يرزق جميع الناس من أهل الإيمان، وأهل الضلال. وقد يزيد أهل الضلال والجهل في الرزق، ويوسع عليهم في الدنيا، ويضيق على أهل الإيمان والصلاح.

قال الله تعالى: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ).

وهذا لا يعني التلازُمَ بين الكفر وسَعة الرزق، بل على العكس الإيمان والطاعة تزيد في الرزق وتنزل به البركة، كما أن المعصية تمحق بركة الرزق.

فقد تجد أن كثير من الكفار يعيشون في فقرٍ مدقع، وعلى العكس تجد أيضا أن كثيرا من المسلمين يعيشون في رغد العيش وسعة من الرزق.. فمن تمام عدْل الله -تعالى- أن كلَّ من أخَذَ بأسباب الرزق، أعطاه الله -إن شاء الله- إياه.

والحاصل أن الله يقابل عبده المؤمن بالفضل، والكافرَ بالعدل، ولا يُسأل عما يفعل. جاء في (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح): "إن المؤمن إذا اكتسب حسنةً، يكافئه الله -تعالى- بأن يوسِّع عليه رزقه، ويرغد عيشه في الدنيا، وبأن يجزَى ويثاب في الآخرة، والكافر إذا اكتسب حسنة في الدنيا بأن يفكَّ أسيرًا، أو ينقذ غريقًا، يكافئه الله -تعالى- في الدنيا، ولا يجزى بها في الآخرة".

أما المؤمن، فيريد الدنيا والآخرة، وإرادته الآخرةَ غالبةٌ؛ فيُجازَى بحسناته في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة، روى أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -عز وجل- لا يظلم المؤمن حسنةً، يثاب عليها الرزق في الدنيا، ويجزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرًا).



الأخذ بأسباب الرزق

طلب الرزق فرض على كل مؤمن، شّرع له الأسباب الموصلة إليه، والتوكلّ على الله بعد ذلك،يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (طلب الحلال واجب على كل مسلم).

وجعل الله تعالى للرزق قوانين لا تتغير ولا تتبدل، من اتبعها نال الرزق منه سبحانه، وأول هذه القوانين أن الرزق يحتاج إلى سعي وطلب، قال الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. ففي الآية إشارة واضحة للسعي في طلب الرزق، فالله هو الرازق لكن على الإنسان ألا يركن لذلك فيتواكل، بل يأخذ بالأسباب جميعها، ويسعى متوكلا على الله وحده.

الأصل أن الرزق وغيره : قائم على الأسباب، فلا ينال الرزق إلا بالسعي، قال تعالى: (هوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، الملك. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي: مناكبها : أطرافها وفجاجها ونواحيها.



وقد حثّ الإسلام الإنسان على العمل والجدّ، وأوصى بالابتعاد عن الذل والمسألة، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه).

يقول لقمان الحكيم لابنه: "يا بني، استعن بالكسب الحلال؛ فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دِينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الخصال: استخفاف الناس به".

فالأصل هو أن الرزق لا يأتي إلا بالسعي، إلا أن يكون معجزة ، كنزول المائدة على عيسى عليه السلام، أو تكثير الطعام والماء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كرامة كالذي حصل لمريم .

يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه: الرزق نوعان ، رزق تطلبه ورزق يطلبك. فأما الذي يطلبك فسوف يأتيك ولو على ضعفك، وأما الذي تطلبه فلن يأتيك إلا بسعيك ، وهو أيضًا من رزقك ، فالأول فضل من الله والثاني عدل من الله .




الكلمات المفتاحية

لماذا يرزق الفاجر ويحرم المؤمن؟ حكمة الرزق وأسبابه حكمة إلهية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قضية الرزق من أكثر القضايا المثيرة للتفكير والجدال مع النفس، حتى أنها تعد من مداخل الشيطان التي قد تصل لليأس والقنوط، وربما الكفر والعياذ بالله، لذلك