يغفل الكثير منا عند تربية الأبناء عن مفهوم الحب غير المشروط، وهو أن نحب الأبناء لأنهم أبناؤنا، وليس لتصرفهم بطريقة لائقة، أو مشرفة، وخلافه، فإذا أخطأ الطفل كان عليه وبالًا، وسكب عليه وابلٌ من اللعنات، وإذا أحسن التصرف قوبل بالترحيب والحب، وكأنه لا يستحق هذا الحب إلا بالكد والعرق ليحصل عليه.
المشكلة لدينا نحن الآباء أننا نحب أبناءنا بالفعل، ولكننا لا نجيد التعبير عن هذا الحب في كل الأوقات، وقت الخطأ يستحق منا الطفل الحب والتفاهم، كما يحتاجهم بالضبط وقت الصواب، ولكن ذلك يتطلب منا أن نفهم بعض النقاط حتى يتحقق لنا هذا المفهوم بالأسرة، وهو ما أسميه فن الإثابة والعقاب، ويمكن تلخيصه كالتالي:
1- ليس عيبًا ولا ضعفًا أن نعبر عن حبنا لأبنائنا، وقدوتنا في ذلك النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، حيث يعتبر صلى الله عليه وسلم ذلك، من مكملات الرحمة المطلوبة بين البشر، ويحضرني واقعة بينه صلى الله عليه وسلم وأحد الأشخاص عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل أحفاده تعجب وقال أن لديه أبناءً كثر ما قبل واحدا منهم قط فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).2- لو لاحظنا سلوكنا نجد ارتباطًا خاطئًا بين معاقبة الطفل وحالتنا النفسية، بمعنى أننا لو كنا في حالة مزاجية جيدة من الممكن أن نتغاضى عن الأخطاء التي يجب ألا تترك دون توجيه ومناقشة ، وبالعكس عندما تكبلنا الهموم من العمل وخلافه، نجد الطفل كبشًا للفداء لأتفه الأسباب، مما يجعل عقل الطفل لا يرتبط بالثواب والعقاب بالمعنى الصحيح، بل يشعر بالظلم عندما يعاقب.
3- الجزاء من جنس العمل يجب أن نزن العقاب على قدر الخطأ والعكس.
5- عندما نرفع صوتنا بالصراخ في الطفل، ثم نعاقبه بالحرمان من المصروف مثلا، تمامًا كأننا نجمع على قلب عبد عذابين بل الواجب إذا رفعنا صوتنا (رغمًا عنا) اعتبر ذلك عقابًا للطفل.
د. دعاء ابراهيم حسن
مساعد باحث بقسم الطب النفسي بمستشفى الزهراء الجامعي بالعباسية.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟