في إطار مشروعه التثقيفي قدوة قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تعريفًا بالقُدوَة العاشرة ضمن رموز الفكر الإسلامي التي شرع فيها منذ عدة أشهر حيث القي الضوء علي مسيرة القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ثاني من سجَّل القرآن الكريم في إذاعة القرآن الكريم
المحطة الأولي في حياة الشيخ الشعشاعي بدأت مع مولد ولد في 21 مارس عام 1890م، بقرية شعشاع التابعة لمحافظة المنوفية، وأتم حفظ القرآن الكريم علي يد والده الشيخ محمود الشعشاعي وهو لم يجاوز عشر سنين، ثم التحق بالأزهر الشريف، ولزم مجالسه حتى تعلم القراءات القرآنية وأتقنها.
• منَّ الله سبحانه على الشيخ الشعشاعي بأداء قرآني فريد، وصوت روحاني عذب خاشع، يثير التأمل والتدبر في قلوب مُستمعيه.
ثم جاءت المحطة الثانية في مسيرة أحد نجوم دولة التلاوة حيث كوَّن الشيخ في مُستهل مسيرته فرقة تُنشِد التواشيح الدينية في الليالي والمناسبات، ثم تفرغ لتلاوة القرآن الكريم حتى عُرف كأحد أشهر قراء عصره بين عمالقة التلاوة في مصر والعالم آنذاك، أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود.
ثم التحق الشعشاعي -رحمه الله- في محطته الرابعة بإذاعة القرآن الكريم عام 1932م، وكان ثاني من سجل في إذاعة القرآن الكريم بعد الشيخ محمد رفعت، وعُين قارئًا بمسجد السيدة نفسية، ثم مسجد السيدة زينب رضي الله عنهما.
وخلال مسيرة الشيخ القارئ عبدالفتاح الشعشاعي زارالعديد من البلاد، مُرتلًا ومجودًا لآيات القرآن الكريم؛ فكان خير سفير لكتاب الله سبحانه بل كان أول من رتل القرآن الكريم في الحرمين الشريفين بمكبرات الصوت من القراء المصريين.
وتكريما له عن مسيرته حاز الشعشاعي في محطته الخامسة العديد من الجوائزِ والأوسمة، وكان من أهمها «وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي»؛ تقديرًا لمسيرته في مجال تلاوة القرآن الكريم.
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"أما أخر محطاته وبعد رحلة طويلة من تلاوة القرآن الكريم جاب فيها الشيخ الشعشاعي أرض مصر شرقًا وغربًا وكثيرًا من دول العالم؛ رحل الشيخ عن دنيانا في 11 من نوفمبر عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا؛ تاركًا خلفه ثروة عظمية من التلاوات القرآنية الرائعة؛ ليُبقي ربُّنا سبحانه ذكرَه في النّاس؛ مُرتلًا لآيات كتابه سبحانه.