عاقبة التجرؤ على الرسول وخيمة، ونهايتها أليمة، سواء ما وقع منها في حقه صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد مماته.
فقد روي عن الحسين بن علي، عن أبيه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سب نبيا فاقتلوه، ومن سب أصحابي فاضربوه.
وفي الحديث الصحيح: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف. وقوله: من لكعب بن الأشرف فإنه يؤذي الله ورسوله.
وكذلك قتل أبا رافع، قال البراء: وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعين عليه.
وكذلك أمره يوم الفتح بقتل ابن خطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث آخر أن رجلا كان يسبه- صلى الله عليه وسلم، فقال: من يكفيني عدوي؟ فقال خالد: أنا، فبعثه صلى الله عليه وسلم فقتله.
وكذلك لم يقل جماعة ممن كان يؤذيه من الكفار ويسبه، كالنضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط.
وعهد بقتل جماعة منهم قبل الفتح وبعده، فقتلوا إلا من بادر بإسلامه قبل القدرة عليه.
حقائق حول من سب النبي:
1-عن ابن عباس- أن عقبة بن أبي معيط نادى: يا معشر قريش، ما لي أقتل من بينكم صبرا! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بكفرك وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- وذكر عبد الرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل، فقال: من يكفيني عدوي؟ فقال الزبير: أنا، فبارزه فقتله الزبير.
3- وروى أيضا أن امرأة كانت تسبه صلى الله عليه وسلم، فقال: من يكفيني عدوتي؟ فخرج إليها خالد ابن الوليد فقتلها.
4- وروي أن رجلا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث عليا والزبير إليه ليقتلاه.
5- وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، سمعت أبي يقول فيك قولا قبيحا فقتلته، فلم يشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.
6- وبلغ المهاجر بن أبي أمية أمير اليمن لأبي بكر رضي الله عنه أن امرأة هناك في الردة غنّت بسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقطع يدها، ونزع ثنيتها، فبلغ أبا بكر رضي الله عنه ذلك، فقال له: لولا ما فعلت لأمرتك بقتلها، لأن حد الأنبياء ليس بشبه الحدود.
7- وعن ابن عباس: هجت امرأة من خطمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من لي بها؟ فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله. فنهض فقتلها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا ينتطح فيها عنزان.
8- كما روى أيضا ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولد تسب النبي صلى الله عليه وسلم فيزجرها فلا تنزجر، فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فقتلها، وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأهدر دمها.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينحقيقة مهمة:
وفي حديث أبي برزة الأسلمي: كنت يوما جالسا عند أبي بكر الصديق، فغضب على رجل من المسلمين- وحكى القاضي إسماعيل وغير واحد من الأئمة في هذا الحديث أنه سبّ أبا بكر.
ورواه النسائي: أتيت أبا بكر، وقد أغلظ لرجل فرد عليه، قال: فقلت: يا خليفة رسول الله، دعني أضرب عنقه.
فقال أبو بكر: اجلس، فليس ذلك لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد بن نصر: ولم يخالف عليه أحد، فاستدل الأئمة بهذا الحديث على قتل من أغضب النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أغضبه أو آذاه أو سبه.
عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد:
كتب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله بالكوفة، وقد استشاره في قتل رجل سب عمر رضي الله عنه، فكتب إليه عمر: إنه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب أحد من الناس إلا رجلا سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن سبه فقد حل دمه.
وسأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده، فغضب مالك، وقال: يا أمير المؤمنين، ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها، من شتم الأنبياء قتل، ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلد.