أخبار

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

عدي بن حاتم الطائي.. قصة إسلام لا تنسى

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 16 مارس 2021 - 09:27 ص


كان حاتم الطائي، مضرب أمثال العرب في الكرم، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم حاتم الطائي بقوله: " إنه كان يحب مكارم الأخلاق"، بل كان النبي يحتفي بابنته كثيرا إكراما لوالدها، رغم موته قبل الإسلام، ومن بين أبناء حاتم الطائي كان عدي ابن حاتم الطائي، وعدي بن حاتم له قصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في السنة التاسعة للهجرة دان للإسلام ملِكٌ من ملوك العرب بعد نفور شديد، ولان للإيمان بعد إعراض و صدٍّ، وأعطى الطاعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد طول إباء، وكان عدي بن حاتم ملكًا من ملوك الجزيرة العربية، وقد كان النبي يتفوق بكرم أخلاقه، حتى أنه كان يلين له قلوب أشد قسوة من الحجر، فقد دخل على النبي عليه الصلاة والسلام رجلٌ, وقال: ((واللهِ يا رسول الله ما على وجه الأرض رجل أبغض إليَّ منك، والآن ما على وجه الأرض رجل أحب إليَّ منك)).

وقد ورث عدي الرئاسة عن أبيه، فكان ملكاً في الجزيرة، ويرأس قبيلة طيىء، وفرضت له الربع في غنائمها، وأسلمت له القيادة، ولما صدع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الهدى والحق، ودانت له الجزيرة العربية، قبيلة بعد الأخرى، رأى عدي في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم زعامة واسعة النفوذ، يوشك أن تقضي على زعامته، وستفضي إلى إزالة رياسته، فعادى النبيَّ، حفاظاً على مصالحه، وعلى مراكزه، وجاهه.

وظل عدي بن حاتم على عداوته للإسلام قريباً من عشرين عاماً، ثم أسلم ، ولإسلام عدي قصة لا تنسى .



يقول عدي بن حاتم:


((ما من رجل من العرب كان أشدَّ مني كراهةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمعت به، فقد كنت امرأ شريفاً، وكنت نصرانياً، وكنت أسير في قومي بالمرباع ، معه أموال طائلة، ربع أموال قومه، -وله زعامة وملك وشرف، ووالده أكرم العرب وربع دخلهم له وحده، فأخذت الربع من غنائمهم، كما كان يفعل غيري من ملوك العرب، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرِهتُه، ولما عظم أمره، وامتدت شوكته، وجعلتْ جيوشُه وسراياه تشرِّق وتغرِّب في أرض العرب، قلت لغلام لي يرعى إبلي: لا أبا لك، أعدد لي من إبلي نوقاً سماناً سهلة القياد، واربطها قريباً مني، فإذا سمعت بجيش لمحمد أو بسرية من سراياه قد وطئت هذه البلاد فأعلِمْني.

وفي ذات غداة أقبل علي غلامي، وقال: يا مولاي, ما كنت تنوي أن تصنعه إذا وطئت أرضَك خيلُ محمد فاصنعه الآن، فقلت: ولِمَ ثكلتك أمك؟ فقال: إني رأيت رايات تجوس خلال الديار، فسألت عنها فقيل لي: هذه جيوش محمد قد قدمت، فقلت له: أعدد لي النوق التي أمرتك بها ، وقربها مني، ثم نهضت من ساعتي، فودعت أهلي وأولادي إلى الرحيل عن أرضي التي أحبها ، وجعلت أعد السير نحو بلاد الشام للِّحاق بأهل ديني من النصارى، وأنزل بينهم، وقد أعجلني الأمر عن استقصاء أهلي كلهم، فلما اجتزت مواقع الخطر، تفقدت أهلي فإذا لي أن تركت أختًا لي في مواطننا بنجد، مع من بقي هناك من طيىء، ولم يكن مِن سبيل إلى الرجوع إليها، فمضيت بمَن معي حتى بلغت الشام، وأقمت فيها بين أبناء ديني، أما أختي فقد نزل بها ما كنت أتوقعه وأخشاه)).

وكانت أخته سفانة من أذكى نساء العرب، ولها قصة مع رسول الله.

وتابع عدي ((ولقد بلغني وأنا في ديار الشام أن خيل محمد صلى الله عليه وسلم أغارت على ديارنا، وأخذت أختي في جملة من أخذته من السبايا، وسيقت إلى يثرب، وهناك وضعت مع السبايا في حظيرة عند باب المسجد، فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فوقفت، -وكانت ذكية جداً، وقالت: يا رسول الله، خاطبته بالرسالة وهذا عقل راجح، وهي لم تسلم- وقالت له: يا رسول الله، هلك الوالد ، وغاب الوافد، فامننْ عليَّ مَنَّ الله عليك، فقال عليه الصلاة والسلام: ومَن وافدُك؟ الوالد معروف حاتم الطائي، الوافد من؟ قالت: عدي بن حاتم، فقال عليه الصلاة والسلام: الفار من الله ورسوله، ثم مضى، وتركها صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم بشيء، فلما كان الغد مر بها، فقالت له مثل قولها بالأمس، وقفت، وقالت: يا رسول الله, هلك الوالد، وغاب الوافد، فامننْ عليَّ مَنَّ الله عليك، قال: من الوافد؟ قالت: عدي بن حاتم، قال: الفار من الله ورسوله، ثم تركها ومضى، فلما كان بعد الغد مرَّ بها، وقد يئست فلم تقل شيئاً، وكان وراء النبي رجلٌ أشار لها من خلفه أن قومي وكلميه كما كلمته بالأمس، فقامت إليه، وقالت: يا رسول الله, هلك الوالد، وغاب الوافد، فامننْ عليَّ مَنَّ الله عليك، وفي رواية أخرى أوسع قالت: يا رسول الله, هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلِّيَ عني، ولا تشمت بي أحياء العرب، لأنها شريفة.

اقرأ أيضا:

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

أكرموا عزيز قوم ذل 


قالت: فإن أبي كان سيد قومه، يفكّ العاني، ويعفو عن الجاني، ويحفظ الجار، ويحمي الذِّمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ويحمل الكَلَّ، ويعين على نوائب الدهر، وما أتاه أحد في حاجة فردَّه خائب، أنا بنت حاتم الطائي .

 فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((أكرموا عزيزَ قومٍ ذلَّ، وغنيًّا افتقر، وعالماً ضاع بين الجهال)).

وقال عليه الصلاة والسلام: يا جارية، هذه صفات المؤمنين حقاً، ولو كان أبوك مسلماً لترَحمْنا عليه.

فقال عدي: ((ثم جعلنا بعد ذلك نتنسم أخبارها، ونترقب قدومها، فو الله إني لقاعد في أهلي إذ أبصرت امرأة في هودجها تتجه نحونا، فقلت: ابنة حاتم، فإذا هي هي، فلما وقفت علينا بادرتني بقولها القاطع الظالم، لقد احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك وعورتك، فقلت: أيْ أُخَيَّة لا تقولي إلا أنْ تقولي خيراً، وجعلتُ أسترضيها حتى رضيت، وقصَّتْ علي خبرها، فإذا هو كما تناهى إليَّ، فقلت لها وكانت امرأة حازمة عاقلة: ما ترين في هذا الرجل، يعني محمداً، قالت: أرى والله أن تلحق به سريعاً، فإن يكن نبياً فلسابق فضله، وإن يكن ملكاً فلن تذل عنده، وأنت أنت، -وعلى الحالتين الذهاب إليه غنيمة، فإذا كان نبياً فأنت من السابقين، وإذا كان ملكًا فلن تذلَّ عنده، وديننا كله مكارم أخلاق صريحة، والإسلام كله صدق وأمانة وأخلاق واستقامة .

قال عدي: فهيأت جهازي، ومضيت حتى قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضيتُ حتى قدمتُ إلى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير كتاب ولا أمان، وكان عديّ بن حاتم يتصور أن يقتله النبي، وكان بلغني أنه قال: إني لأرجو أن يجعل الله يد عدي في يدي، نتعاون، وقد بعث له بهذا الخبر، فدخلت عليه وهو في المسجد، فسلمت عليه، قال: من الرجل؟ قلت: عدي بن حاتم، فقام إلي، وأخذ بيدي، وانطلق بي إلى بيته، فو الله إنه لماضٍ بي إلى البيت إذ لقيَتْه امرأة ضعيفة كبيرة، ومعها صبي صغير، فاستوقفته، وجعلت تكلمه في حاجة لها، فظل معها حتى قضى حاجتها، وأنا واقف، فقلت في نفسي: والله ما هذا بملِك، ثم أخذ بيدي حتى أتينا منزله، فتناول وسادة من أدم محشوة ليفاً، فألقاها إليَّ، وقال: اجلس على هذه، فاستحييت منه ، وقلت: بل أنت تجلس عليها، قال: بل أنت، فجلستُ عليها، وجلس رسول الله على الأرض، إذْ لم يكن في بيته سواها، فقلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك، ثم التفتَ إليَّ وقال: إيه يا عدي بن حاتم، ألم تكن ركوسياً تدين بدين بين النصرانية والصابئة؟ قلت: بلى, قال: ألم تكن تسير في قومك بالمرباع، تأخذ ربع أموالهم، فتأخذ منهم ما لا يحل لك في دينك، فقلت: بلى، وعرفت عندئذٍ أنه نبي مرسل، يعلم ما نجهل، ثم قال لي: لعلك يا عدي, إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجة المسلمين وفقرهم، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم، حتى لا يوجد من يأخذه، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم، فو الله لتوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أنك ترى أن المُلْك والسلطان في غيرهم، وايمُ الله لتوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وإن كنوز كسرى قد صارت إليهم، فقلت: كنوز كسرى؟ قال: نعم كنوز كسرى، قال عدي : عندئذ شهدت شهادة الحق، وأسلمت)).



الكلمات المفتاحية

أكرموا عزيز قوم ذل عدي بن حاتم الإسلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان حاتم الطائي، مضرب أمثال العرب في الكرم، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم حاتم الطائي بقوله: " إنه كان يحب مكارم الأخلاق"، بل كان النبي يحتفي بابنت