للأسف المتتبع لأحوال الناس خلال الفترة الأخيرة، سيرى أن هناك بعض العادات المذمومة التي عادت وبقوة إلى مجتمعنا، وكأنه لم يأتِ إسلام ليهذب أخلاق الناس، ويعرفهم الطريق الصحيح من الخطأ.. إذ لابد أن تترجم معاني الإسلام في السلوكيات المعتادة يومياً مثل الأكل والشراب وحتى الحفلات، وليس في المظهر وفقط، وإنما أيضًا في السلوك نفسه.
تعالوا لنرى الفرق ونقارن بين سلوكيات الجاهلية والإسلام والآن في الأكل كمثال:
الجاهلية: الأطباق ممتلئة ومكتظة والتباهي بالطعام بشكل فج
الإسلام: ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك، وإنما هي لقيمات يقمن البدن
الآن : الأطباق ممتلئة ومكتظة والتباهي بالطعام بشكل فج
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرعظمة الإسلام
من عظمة الإسلام أنه لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وعلمها للناس، بل أنه يعد الدين الأول الذي وضع آداب وإتيكيت الطعام والشراب على مر العصور، ومع ذلك ترى كثير من الناس يتخطون هذه الآداب، وينزلون على المائدة كما لو لم يروا طعامًا قط منذ سنوات بعيدة، لا ترى سوى النهم والجشع، مع أن الإسلام نهى تمامًا عن ذلك، بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر ذلك من علامات الساعة.
بل ووصفهم بأن أشرار أمته عليه الصلاة والسلام، فقال في الحديث الشريف: «سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ، ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ، ويتشدقون في الكلام ، فأولئك شرار أمتي، الذين غذوا بالنعيم ونبت عليه أجسامهم»، لأنه من الإسراف أن تضع على المائدة ألوان الطعام فوق ما يحتاج إليه الأكل، بل وترى البعض يأكل وكأنه لا يشبع.
التبذير
أيضًا علينا أن نعلم جميعًا أن الإسراف في الطعام، إنما هو من التبذير، وهو خلق سيء نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيه من تضييع لنعم الله تعالى التي يجب أن تشكر ولا تكفر، والله تعالى يقول: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» (الإسراء: 26، 27).
ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم: 7)، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث، وقال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمر أن تُسلت القصعة (أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام)، وقال : إن أحدكم لا يدري في أي طعامه يبارك له».