يعتمد الكثير على تناول الوجبات السريعة خلال يومه، سواء بسبب الانشغال في العمل، وعدم القدرة على الذهاب للمنزل لتناول الطعام، أو لافتقاد الصبر اللازم لإتمام مراحل إعداد الطعام المنزلي من شراء الخضار وغسله وطهيه وغيرها.
ومع تعدد الأسباب، إلا أن الأغلبية يتفق على عشق الوجبات السريعة وتفضيل تناولها خاصة الأطفال والشباب.
لكن هل سألت نفسك يومًا لماذا وصل الأمر لدرجة العشق، والرغبة في تناول مثل هذا الطعام من حين لأخر إذا لم يكن بشكل يومي أو أسبوعي، فهل هذا يعد نوعًا من أنواع الإدمان؟
هل تناول الوجبات السريعة يعد إدمانًا؟
الوجبات السريعة يمكن أن تكون أكثر إدمانًا من الهيروين، وهو ما كشفه كتاب جديد للصحفي مايكل موس الحائز جائزة بوليتزر في كتابه الجديد Hooked: Food, Free Will, and How the Food Giants Exploit Our Addictions.
كيف للطعام أن يسبب إدمانًا؟
قال موس: "لا يمكن للطعام فقط أن يسبب الإدمان مثل السجائر والكحول وبعض المخدرات، ولكن بطريقة ما أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال فإن دخان السجائر يستغرق عشر ثوان لتحريك الدماغ، لكن لمسة من السكر على اللسان ستؤدي إلى ذلك في أكثر من نصف ثانية بقليل، وهذا ما يقرب من عشرين مرة أسرع من السجائر".
اقرأ أيضا:
مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائيكيف يستغل منتجو المواد الغذائية الغرائز البشرية؟
وأضاف موس لصحيفة "ذى بوست"، إن مصنعي المواد الغذائية يستفيدون من غرائزنا الأساسية وعلم الأحياء لجذبنا إلى منتجاتهم.
فتستخدم الأطعمة المصنعة مواد لتجعلنا نتوق إليها: "الملح والسكر والدهون"، وهذه الإغراءات اللذيذة تحث عقولنا على إطلاق هرمون اللذة الدوبامين، ما يدفعنا للعودة للحصول على المزيد.
كما يستخدمون مسحوق مالتوديكسترين (Maltodextrin)، وهو مشتق من النشاء الغير قابل للكشف تقريبا، والذي له نفس الخصائص المسببة للإدمان للسكر (وليس له مذاق حلو بالنسبة لمعظم الناس).
وأشار موس إلى أن الأطعمة التي تحتوي على هذه الأنواع من النشويات المصنّعة يمكنها رفع مستويات الجلوكوز لدينا، ثم تتراجع على الفور تقريبا، ما "يدفع الدماغ إلى إنتاج المزيد من الدوبامين الذي يدعونا للبحث عن المزيد من الطعام".
وترسل الأطعمة المصنّعة إشارات إلى الدماغ عندما تضرب ألسنتنا، وعندما يتم هضمها، فإنها تدخل أيضا في مجرى الدم، تماما مثل المخدرات والكحول.
وأوضح موس: "يمكن أن يبدأ الجلوكوز في الوصول إلى الدم في غضون عشر دقائق من تناول طعام ما ، وبسرعة الكوكايين. والمنتجات التي يتم تكريرها بدرجة عالية سترفع نسبة السكر في الدم بشكل أسرع، وكلما ارتفعت بشكل أسرع، زادت سرعة وصولها إلى نظام المكافأة في الدماغ".