حذرت دراسة طبية حديثة من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مثل القلق والاكتئاب، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر والشيخوخة.
وكشفت الدراسة المنشورة على مجلة "JAMA Psychiatry"، أن المعاناة من الاضطرابات العقلية في وقت مبكر من الحياة قد تؤدي إلى تدهور الصحة البدنية وتسريع الشيخوخة في مرحلة البلوغ.
ووجدت الدراسة، أن الذين شاركوا في نتائجها من خلال إجراء الكشف عليهم ، ويعانون من أعراض الاضطراب العقلي مثل القلق والاكتئاب في مرحلة البلوغ ، يتقدمون في العمر بشكل أسرع من الناحية البيولوجية بعامل يبلغ حوالي 5.3 أعوام، بين أعمار 26 و45، مقارنة بالمشاركين الذين حصلوا على أقل الدرجات.
وتأتي هذه النتائج من دراسة دنيدن الطولية، التي رصدت واختبرت الصحة البيولوجية، والجسدية، والعقلية لنحو 1000 نيوزيلندي منذ ولادتهم في عام 1972 أو 1973 حتى بلوغ سن 45 عاماً.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الحالية ياسمين ويرتز، وهي زميلة ما بعد الدكتوراه مع فريق موفيت وكاسبي في جامعة ديوك في نورث كارولينا، إنه "في العادة، تكون بداية هذه الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر بالتأكيد في سن متأخرة"، مضيفةً "عندما نفكر في الشيخوخة، نفكر في كبار السن، الأشخاص الذين بلغوا نهاية الخمسينات أو منتصف الستينات من العمر أو حتى أكبر".
وأوضحت ويرتز أنه "لا يتم قياس نتائج الشيخوخة حتى قبل أن يصل الناس إلى هذا العمر، ومع ذلك، ما نراه هنا هو أنه عندما تقيس هذه النتائج، يمكنك أن ترى أن الأشخاص الذين مروا بتلك التجربة من مشاكل الصحة العقلية يظهرون بالفعل شيخوخة أسرع في ما يبدو سن مبكرة نسبياً".
العلاقة بين الاضطرابات النفسية والشيخوخة
هناك بعض الأسباب المحتملة التي تجعل الاضطرابات النفسية تؤدي إلى شيخوخة أسرع، سواء كانت تلك الأسباب ناتجة عن عادات غير صحية وضغوط مرتبطة بالاضطرابات العقلية، أو بسبب الاضطرابات النفسية نفسها.
فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية هم أكثر عرضة لممارسة تمارين رياضية أقل أو اتباع نظام غذائي أسوأ، وهو ما يرتبط بالتقدم في السن بشكل أسرع، على حد قول ويرتز.
وأوضحت ويرتز أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، وأحياناً حالات جسدية مرتبطة أيضاً، غالباً ما يعانون من الحصول على رعاية مناسبة، وهي تعد "تجربة مرهقة".
وهذه المجموعة أيضاً تعد أكثر عرضة للعنف ووصمة العار، ويمكن أن تؤثر الاضطرابات النفسية على الجسم، غالباً بغض النظر عن كيفية رعاية الأشخاص لأنفسهم.
ولفتت ويرتز إلى أنه "إذا كنت تعاني من مشاكل عصبية موجودة مسبقاً، أو ربما إذا كان لديك استعداد وراثي، فقد يساهم ذلك أيضاً في مخاطر كل من مشاكل الصحة العقلية وكذلك الشيخوخة الأسرع".
وأشارت الدراسة إلى أن الإجهاد يزيد من الدورة الدموية لهرمونات التوتر والالتهابات، مما قد يؤدي إلى الشيخوخة بشكل أسرع والأمراض اللاحقة.
وقال الدكتور برنت فورستر، عضو مجلس الجمعية الأمريكية للطب النفسي للطب النفسي للشيخوخة ورئيس مركز التميز في طب نفس الشيخوخة في مستشفى ماكلين في ماساتشوستس: "نفكر في الاكتئاب على أنه مرض ينشأ في الدماغ مع اضطرابات كيميائية وأشياء من هذا القبيل. ولكن الاكتئاب ربما يكون مرضاً جهازياً يؤثر على الجسم كله".
وقال: " إذا كان لديك القدرة على التحمل، فإن "نمط الحياة الصحي هو المفتاح للوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر وفي منع الشيخوخة بشكل أسرع".
ونصح بأن أي قدر من النشاط البدني، والتواصل الاجتماعي بأمان مع الآخرين، والحد من التدخين، وتناول الطعام الصحي يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب في الجسم.
اقرأ أيضا:
مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي