أخبار

هل الدين كان يدعو للتسامح قبل الهجرة فقط؟

إذا شعرت بتغير في جسدك ونفسيتك دون سبب ظاهر.. ارق نفسك بهذه الطريقة

أغرب 3 طرق للحفاظ على حيوية عقلك

تحذير للرياضيين من مكمل غذائي قد يؤدي إلى أزمة قلبية مميتة

خسر كثيرًا من خرج من الدنيا ولم يدخل جنتها ويتذوق أحسن ما فيها

لو ابتليت بهذا الفهم الخاطئ.. جدد العبودية لله وابدأ من جديد

اقض الدين عن الغارم.. تدفع عنه همه ويدخلك الله الجنة

تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

عين العاشق عوراء.. لماذا يترك العاشق زوجته؟

القرآن نفى أن يكون النبي شاعرًا ولم يَنْفِ عنه السحر ولا الكهانة. لماذا؟ (الشعراوي يجيب)

ما هو مرض نبي الله أيوب عليه السلام.. وهل كان عقوبة من الله؟

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 15 فبراير 2025 - 11:57 ص
أيوب عليه السلام نبي من أنبياء الله تعالى اشتهر بالصبر على البلاء حتى كان مضرب المثل بصبره على مرضه حتى قيل : يا صبر أيوب" للتصبر على ما يصيب الإنسان من بلاء.
ولقد اهتم البعض بتتبع نوع مرضه وتفاصيل ابتلائه حتى كثرت فيها روايات التي في أغلبها غير موثقة وراحت العقول تتصور هول البلاء  وذكرت أخبار وإسرائيليات تصف بدقة ما تعرض له نبي الله من محنة .. ونقف في هذه السطور وقفة يسيرة نوضح فيها حقيقة مرض نبي اله أيوب عليه السلام وهل لهذا البلاء من سبب.

الثابت أننا  لا نعرف عن مرض نبي الله أيوب عليه السلام إلا ما أخبرنا القرآن عنه، كما قال سبحانه:   وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ".

إذًا فظاهر القرآن الكريم يدل على أن ابتلاء الله عز وجل نبيه أيوب عليه السلام لم يكن على وجه العقوبة على ذنب أو مخالفة، وإنما كان لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، لعل منها أن يرفعه بصبره الدرجات العلى، وينال به المقام السامي إلى يوم الدين ولصبر النبي أيوب على بلاء الله تعالى له أثنى سبحانه وتعالى على صبره في قوله تعالى:  "إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " وهو سياق ثناء ومدح ورفع مقام، يختلف عن سياق العتاب الوارد في قصة يونس عليه السلام، في قوله تعالى:"فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ".

هل ابتلاء أيوب كان عقوبة من الله له؟
لم يثبت أنه كان عقوبة كما يشاع بين الناس لكنه كان محض ابتلاء يرفع اله به الدرجات ففي السنة النبوية ما يدل على براءة أيوب عليه السلام من أي ذنب يمكن أن يكون سبب المرض الذي أصابه، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ فِي بَلَائِهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلَّا رَجُلَانِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصَّ إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتَعْلَمُ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ، قَالَ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَاحا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي مَا يَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرِّجْلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ، فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلَّا فِي حَقٍّ ..إلى آخر الحديث.

العبرة والعظة في ابتلاء أيوب عليه السلام:
والأولى أن نلتفت إلى العبر والعظات من قصة نبي الله أيوب عليه السلام فهو بلاء في جسده، ومرض، وذهاب لماله، ولا حاجة بنا إلى أكثر من ذلك، بل علينا أن نتفرغ للعبر والآيات من قصته عليه السلام، وأعظمها:
الصبر على أقدار الله، وكثرة الطاعة والذكر، وسؤال الله تفريج الكروب، وكشف الهموم.

وقد لخص الإمام "ابن كثير" في "تفسيره" قصة أيوب عليه السلام فقال: "يذكر تعالى عبده ورسوله أيوب عليه السلام وما كان ابتلاه تعالى به من الضر في جسده وماله وولده حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليمًا سوى قلبه ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه غير أن زوجته حفظت وده لإيمانها بالله ورسوله فكانت تخدم الناس بالأجرة وتطعمه وتخدمه نحوا من ثماني عشرة سنة.

وقد كان قبل ذلك في مال جزيل وأولاد وسعة طائلة من الدنيا فسلب جميع ذلك حتى آل به الحال إلى أن ألقي على مزبلة من مزابل البلدة هذه المدة بكمالها ورفضه القريب والبعيد سوى زوجته رضي الله عنها فإنها كانت لا تفارقه صباحا ولا مساء إلا بسبب خدمة الناس ثم تعود إليه قريبا.
فلما طال المطال واشتد الحال وانتهى القدر المقدور وتم الأجل المقدر تضرع إلى رب العالمين وإله المرسلين فقال: "أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" وفي هذه الآية الكريمة قال: رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب، قيل: بنصب في بدني وعذاب في مالي وولدي.
فعند ذلك استجاب له أرحم الراحمين وأمره أن يقوم من مقامه وأن يركض الأرض برجله.


الكلمات المفتاحية

العبرة والعظة في ابتلاء أيوب عليه السلام: هل ابتلاء أيوب كان عقوبة من الله له؟ قصة أيوب عليه السلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أيوب عليه السلام نبي من أنبياء الله تعالى اشتهر بالصبر على البلاء حتى كان مضرب المثل بصبره على مرضه حتى قيل : يا صبر أيوب" للتصبر على ما يصيب الإنسان