قد يصيبك الفزع وأنت نائم بجوار زوجتك على السرير، حينما تفاجأ بحوارها مع بعض كائنات الفضاء أو العالم الأخر، أو تهم بالقيام من سريرها، ثم تفتح باب الغرفة وهي نائمة وتتكلم بكلام غير مفهوم، ثم تمضي في الاتجاه لباب الشقة، وتقوم بفتح الباب لتخرج وهي على حالتها التي كانت عليها بجوارك، فوقتها إما أن تترك الكارثة تمضي، أو تهرع لإنقاذ نفسك وإنقاذ زوجتك.
ولكن تخيل أنك كنت في محل زوجتك، وحكت لك زوجتك نفس الأعراض، بأنك كنت تتحدث وأنت نائم، أو تمشي على نفس الحالة الغريبة، فربما لن تصدقها، وتتهمها بأن تفتري عليك.. ولكن الحقيقة أنك قد تعاني فعلا من هذه الظاهرة وهي ظاهرة الكلام أثناء النوم، وهي ظاهرة فسيولوجية شائعة، عند الأطفال والمراهقين والبالغين، عادةً ما تكون هذه الحالة قصيرة، قد تتراوح شدتها من شخص يصدر بعض الأصوات أثناء النوم قصيرة وغير مفهومة، إلى عبارات كاملة ذات محتوى مفهوم، أو حتى تكرار الخطابات الطويلة التي تبدو معادية أو غاضبة.
والكلام أثناء النوم قد يصل لحد المرض النفسي، ويصيب بعض الأشخاص ضمن ما يعرف باضطرابات النوم، ويكون الحديث في الغالب معقدا ولا يحوي جملة مفيدة، وأحياناً يكون مقتصرا على الهمهمة، والفئات الأكثر عرضة للكلام أثناء النوم هي الأطفال والذكور، وفي بعض الحالات النادرة يكون المشي مصاحبا للكلام أثناء النوم.
اظهار أخبار متعلقة
ومن أعراض الكلام أثناء النوم
لا يمكن أن يعلم الشخص الذي يتحدث أثناء نومه بأنه يعاني من تلك المشكلة إلا من خلال المحيطين به.
يمكن أن تكون تلك الحالة مصاحبة بالمشي أثناء النوم.
من الأعراض المصاحبة للحديث أثناء النوم الإصابة بمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي.
الإصابة باضطراب السلوك النومي.
الاصابة بالاضطرابات النفسية، ورهاب النوم.
وهناك اعتقاد بأن التحدث أثناء النوم يحدث خلال رؤية الأحلام، ولكن لم يثبت العلماء هذا الأمر، وما إذا كان هذا يرتبط مع الكوابيس أو الأحلام السيئة.
أسباب الكلام أثناء النوم
الضغوطات النفسية من أهم أسباب التحدث أثناء النوم.
الإصابة بالحمى، وارتفاع درجات الحرارة تتسبب في الإصابة بالهلوسة والهمهمة أثناء النوم.
الإصابة باضطرابات الصحة النفسية تؤدي إلى التحدث أثناء النوم، والمشي أثناء النوم.
تعاطي المخدرات وتناول العقاقير أو المسكنات وتناول الكحول يؤدي إلى الإصابة بالتكلم أثناء النوم.
الإرهاق والتعب الشديد قد يصيبان الإنسان بالهلوسة أثناء النوم.
علاج الكلام أثناء النوم
الابتعاد عن الضغوط النفسية، وعدم التفكير في المشكلات قبل النوم.
ممارسة التمارين الرياضية يومياً قبل النوم بساعة، وكذا تمارين التنفس.
ممارسة تمارين الاسترخاء، والتي لها دور قوي في علاج القلق والتوتر.
تناول كوب من الحليب يومياً قبل النوم لتهدئة الأعصاب.
الحرص على ارتداء الملابس المريحة أثناء النوم.
الحرص على عدم تناول الوجبات الدسمة قبل النوم، فهي تتسبب في عدم الراحة والحديث أثناء النوم.
الاهتمام بتهوية الفراش، مع تغيير الوسائد بشكل دوري.
الحفاظ على العادات الغذائية السليمة، والابتعاد عن تناول المنبهات مثل الشاي، والقهوة، وبالأخص قبل النوم.
التقليل من الإضاءة القوية أثناء النوم، ويمكن ارتداء غطاء العين لحجب الضوء.
تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات، والأملاح الغذائية، والمعادن، التي تمنح الجسم الطاقة والراحة.
الحفاظ على مواقيت النوم، مع أخذ قسط الكاف من النوم خلال اليوم.
حالة طبيعية أم مرض نفسي؟
كشفت بعض الدراسات الحديثة أن كلام الشخص او الطفل أثناء النوم متعدد الأسباب، فإما يكون تكرارا وتذكر للخبرات والمواقف التى تحدث له أثناء فترة النهار مع أشقائه وأصحابه..ويعد هذا فى الطب النفسى شيئا طبيعيا، وإما تكون على شكل كوابيس مفزعة فيستيقظ الطفل وهو يصرخ ويبكى وقد لا يستطيع الاستيقاظ، وهذه الكوابيس تحدث نتيجة للخبرات والمواقف المؤلمة التى تحدث أثناء النهار أو رؤية الطفل للأفلام المخيفة مثلا.
ولهذا فمن الضرورى التقليل من هذه الخبرات بالمتابعة الجيدة من الأولياء على ما يشاهده الطفل أثناء النهار من برامج وأفلام لا تناسب عمره وخاصة قبل النوم. وفى حالة صراخ الطفل وبكائه أثناء النوم يجب استيقاظه فورا وتهدئته وأخباره أن ما يراه حلما وليس الحقيقة.
ويؤكّد جميع اختصاصيي علم نفس الطفل والمراهق وأطباء الأطفال أنها حالات طبيعية، ولا تستدعي أي تدخل إلاّ في ما ندر.