يتبع العديد من الناس حميات غذائية لإنقاص الوزن، تفلح بعضها، وتفشل الأخرى، وفي كل الأحوال غالبصا ما يكون هناك أضرارًا صحية ما نتيجة الامتناع عن تناول بعض الأطعمة ومن ثم لا يتم إمداد الجسم بكافة احتياجاته من العناصر الغذائية.
لذا يعتبر الإختصاصيون "الأكل الحدسي "، الأسلوب الأفضل لتغذية الجسم بطريقة صحية، إذ يساعد هذا الأسلوب المكتشف حديثًا في فهم حاجات الجسم الغذائيّة، من خلال التركيز على الحواس، والاستجابة لها، بدون استخدام حميات التخسيس المعروفة.
ويعتمد أسلوب الأكل الحدسي على
إلغاء فكرة الحمية الغذائية، والتمييز بين الجوع العاطفي الذي يدفع بالمرء إلى الأكل، استجابةً للمشاعر السلبيّة أو للملل، والجوع البيولوجي الذي يتمظهر في تقلّصات المعدة، والأصوات الصادرة منها، والاستجابة لإشعارات الجوع والشبع، و الشعور بالمتعة أثناء تناول الوجبة، في المكان المرغوب، وبتركيز شديد، بعيدًا عن أي عوامل تشتّت الانتباه، و ممارسة نشاط يفرّغ الطاقة السلبيّة، كالمشي أو القراءة أو التحدّث إلى صديقة، لتفادي الجوع العاطفي، بالاضافة إلى تقبل شكل الجسم الخارجي، مع احترام العوامل الوراثيّة، بعيدًا من وضع أيّة أهداف خياليّة متعلّقة في الوزن.
إيجابيات الأكل الحدسي
وبحسب الإختصاصيين، فإن لهذا الأسلوب الجديد إيجابيات متعددة، أهمها أنه يساعد في إنشاء
علاقة سليمة مع الطعام، بعيدًا من فكرة الخوف من زيادة الوزن، بالاضافة إلى قبول شكل الجسم والمظهر الخارجي، خاصة لأصحاب الإضطربات النفسية والأمراض المتعلقة بالأكل والحالة النفسية، مثل، الأنوركسيا، أو بالبوليميا.
ويساعد الأكل الحدسي على تثبيت الوزن، خاصة بعد اتباع حمية تخسيس لفترة طويلة، ولعل التطبيق الأفضل لهذا الأسلوب هو الدمج بينه وبين البرنامج الغذائي الصحي الذي يلبي احتياجات الجسم الخاصة بكل شخص بحسب حالته.
فمن أهم سلبيات الأكل الحدسي، هو غياب البرنامج المحدّد للمفهوم، وعدم مناسبته لمرضى بعض الأمراض مثل السكّري، والكليتين، والضغط، ومن يشكو من سوء التغذية وفقدان الشهيّة.
وهنا يأتي دور اختصاصي التغذية، بمساعدة الشخص على وضع برنامج غذائي مرن يتضمّن ثلاث وجبات رئيسة، بالإضافة إلى وجبة خفيفة أو زوجين منها، معدّة بطرق صحية ولذيذة، ومع مرور الوقت، يتم اكتساب الخبرة حول الأطعمة الصحّية قليلة السعرات الحراريّة، فيتم التركيز عليها في التغذية، مع تناول ما يرغب به الشخص، عند الجوع البيولوجي فقط، حتّى لو كان كثير السعرات، فالمهم أن يكون تجاوبصا مع الحواس وباعتدال ومن دون حرمان، مع احترام مواعيد الوجبات، و عدم القيام بأي عمل آخر أثناء الأكل، والاستمتاع بالوجبة، من خلال التذوق ، والبقاء في مكان محبب، وحبذا لم تمت ممارسة أنشطة تفرغ الطاقة والمشاعر السلية.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة