كانت الأشهر الحرم معظمة عند العرب من عهد خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.
وقد اختلفوا حول تسمية هذه الأشهر الأربعة بالحُرم على عدة أقوال:
1-قيل: لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم.
قال كعب: اختار الله الزمان فأحبه إلى الله الأشهر الحرم .
وقد قيل: في قوله تعالى: "فلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" [التوبة: 36] أن المراد في الأشهر الحرم وقيل: بل في جميع شهور السنة.
2- وقيل: إنما سميت حرما لتحريم القتال فيها وكان ذلك معروفا في الجاهلية.
3- قيل أيضا: إنه كان من عهد إبراهيم عليه السلام.
4- ذكروا أيضا أن سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة بين العرب لأجل التمكن من الحج والعمرة فحرّم شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه وحرّم معه شهر ذي القعدة للسير فيه إلى الحج وشهر المحرم للرجوع فيه من الحج حتى يأمن الحاج على نفسه من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه وحرم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة فيعتمر فيه من كان قريبا من مكة.
حكمة ربانية:
وقد شرع الله في أول الإسلام تحريم القتال في الشهر الحرام قال تعالى: "لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ" [المائدة: 2].
وقال تعالى: " يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ" [البقرة: 217].
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم رهطا وبعث عليهم عبد الله بن جحش فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك من رجب أو من جمادى فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله عز وجل: " يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ"[البقرة: 217].
وحول تفاصيل هذه القصة فقد فقال المشركون: يزعم محمد أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحلّ الشهر الحرام؟
فقال المسلمون: إنما قتلناه في جمادى وقيل في أول رجب وآخر ليلة من جمادى وأغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب.
وأنزل الله تعالى تعييرا لأهل مكة: " يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ" [البقرة: 217].
أي : لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمد وأصحابه وإخراج أهل المسجد الحرام حين أخرجوا منه محمدا أكبر من القتل عند الله.
اقرأ أيضا:
هل جاء في الإسلام أن صوت المرأة عورة؟