أخبار

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

احذر تناول البطاطس التي تحتوي على هذه العلامة

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي

شجاعة الاعتراف بالخطأ.. هكذا يعلمك النبي ثقافة الاعتذار

بقلم | أنس محمد | الخميس 20 يونيو 2024 - 11:41 ص

يعتقد بعضنا أن الاعتذار عن الخطأ ربما يكون إظهارًا لنقطة الضعف الكامنة في داخلنا، وفضح لعوراتنا أمام الآخرين، على الرغم من أن الاعتذار عن الخطأ لا يملكه إلا الإنسان الشجاع، الذي يثق في نفسه جيدًا ويعرف جيدًا متى أخطأ، وكيف يصحح هذا الخطأ، بل ويستفيد من أخطاء الماضي في صناعة مستقبله، ولم تتقدم الأمم إلا من خلال دراسة تاريخها وأخطائها جيدًا، وإلا فلا داعي منها إن كانت الأخطاء ستتكرر ويستمر المخطئ على خطئه.

لذلك يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "ما يثير الحسرة، هو رفض دراسة الأخطاء التي تورط فيها بعضنا، ولحقت بنا من جرائها خسائر فادحة.. الأخطاء لا تخدش التقوى والقيادات العظيمة ليست معصومة ولا يهز مكانتها أن تجيء النتائج عكس تقديراتها.. إنما الذي يطيح بالمكانة هو تجاهل الخطأ ونقله من الأمس الى اليوم والى الغد…".

فمتى اعتقد الإنسان أن الاعتذار عن خطئه إظهار لنقطة ضعفه، هو مقدمة لعدم تعلمه من أخطائه، واستمراره في صلفه وكبره حتى يبلغ مرحلة الانهيار، ومن هذا المنطلق فإن أشد المكابرين الرافضين للاعتذار، هم من الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطئت فهي سامية لا تعتذر لمن هم دونها مرتبة، وفي هذا شيء من صفات الشيطان ألا وهو الكِبَر.

فالاعتذار ليس دليل ضعف أو فشل، كي نخجل منه، يكفي أن نعلم أن مجرد الاعتذار، هو اعتراف بالخطأ ورجوع عنه، وبالتالي فإن ترجمة هذا الشعور إلى فعل حسي ملموس، يحتاج إلى قوة محركة تجبر النفس على النزول إلى الحق ومحاسبة ذاتها، وهذا لا يكون إلا عند من ملك صفة الشجاعة. إذا كنت من الذين يَجّبُرون الإساءة بالاعتذار فاعلم أنك شجاع.

اعتذار النبي مع عظم مكانته وشرفه


في لحظاتٍ حرجةٍ، ودقائقَ صعبةٍ، وموقف ترتجِف فيه القلوب، بينما النبي القائد صلى الله عليه وسلم يتفَقَّد جندَه في معركة الفرقان، حتى إذا بلغ بين الصفوف، سمِع من دونها صوتًا، ولم يكن - وحاشاه - يتَغَافَل كأن لم يسمَعْه، بل أصغى بقلبِه قبل لسانه، وخاصة أن الصوت خرج بنفَسِ مظلومٍ، يرفع مظلمته، ومشتكٍ يَجْهَر بشكواه.

الصحابي الجليل سواد بن غزية رضي الله عنه يَقِف مع إخوانه، كأنهم بنيان مرصوص منتظرًا ساعة الصفر، متجهًا بروحه لربه، يهمس مخاطبًا قائده: يا رسول الله، أوجعتَني! فأَقِدْنِي..

هكذا بكل حبٍّ وصدق، وشجاعة أدبية، ومطالبة بالحقوق، مع المحافظة على احترام مقام القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم يطلب القودَ؛ أي: القصاص.

لعلَّ الموقِف لم يَسُغْ تقبُّله من البعض، لكن إِنْ تعجَبْ فعجبٌ موقِفُ القائدِ؛ فلم يُصدِر أمرًا بسجن الجندي، أو بإخراجه من الصف، أو قل -على الأقل-: يتجاهَلُه، ويطلق في وجهه ابتسامة المغضَب. لم يَفعَل من ذلك شيئًا، بل فعل الأمر العُجاب؛ كشف عن بطنه، وقال: "استَقِدْ".

يتقدَّم الصحابي للقصاص، ولم يكن ظالمًا ولا قاصدًا، يتقدَّم دون تردُّد ولا مراجعة للقصاص؛ فهو حقٌّ، ولابدَّ من تأديته وعلى الفور، مادام المطالِب قائمًا والدعوى مصرِّحة بوجود ظلمٍ، كان يمكنه أن يؤجِّل، أو أن يرفض؛ رغم جلل المعركة وظروفها وحساسية الوقت، فينكب الصحابي مقبلا صدر النبي صلى الله عليه وسلم.

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ""أيها الناس: مَن كنتُ جلدتُ له ظَهْرًا، فهذا ظهري فليَسْتَقِد منه، ومَن كنتُ شتمتُ له عِرْضًا، فهذا عرضي فليَسْتَقِد منه".


الاعتذار ثقافة وليس مجرد كلمة


الاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ وحجمه.

أن نخطئ فنعتذر لا يعني أننا أشخاص سيئون، بل جيدون لأننا نحاول إصلاح أخطائنا، فليس من بشر معصوم عن الخطأ بعد الرسل.

ومن شروط الاعتذار:

سرعة المبادرة بالاعتذار

عدم محاولة تبرير الخطأ

 الصدق في الاعتذار

 عدم التعالي أو التلاعب بالكلمات

 اختيار الوقت

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

الاعتذار مع الله


الخطأ مع الله عز وجل هو أعظم الأخطاء حيث يقابله استغفار وتوبة نصوح، وهو أسمى مراتب الاعتذار، والتوبة هنا أسف وندم مقرون بتعهد على عدم الرجوع لهذا الخطأ مجدداً، لكن الإنسان بطبعه مجبول على الخطأ، فنجده يعود إلى معصية الخالق بشكل أو بآخر، فيذنب ويتوب ثم يذنب ويتوب، ولايزال الله يغفر ويقبل توبة العبد مالم يغرغر.

 يقول الله عز وجل: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). الزمر.

فالاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار عنه فضيلة أخرى، كلاهما فضيلتان تعززان الحفاظ على روابط الألفة والمحبة بين البشر، وهما في نفس الوقت وسائل تمنعنا من فقدان من نحب. الاعتذار بلسم يشفي الكثير من الجروح، ويمنع تطور الخصومة إلى جفاء فعداوة!

يعتقد البعض أن من البشر من لا يستحق الاعتذار، في حين أن البعض الآخر لا يتردد بالاعتذار لشخص غريب، لكنه يجبن عن الاعتذار لقريب أو صديق، وهذا تناقض صارخ مرده لأحد أمرين: إما استعلاء وتكبر، أو أنه يتوقع من الطرف الآخر أن يتفهم الموقف ويسامحه بشكل آلي؟

فالاعتذار فن إنساني لا يتقنه جميع البشر، رغم أنه لا يتطلب علماً أو ثقافةً كبيرين، بل شيء من أدب وتواضع، وقدرة على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء، من هنا فإن أجمل أشكال الاعتذار، هو اعتذار القوي للضعيف، والكبير للصغير، والوالد للولد.

ومثلما أن الاعتذار واجب، فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب، لأنه خلق الكرماء والنبلاء، وقبول اعتذار المعتذر لا يعني قبولاً بالأمر الواقع أو ابتلاعاً للإهانة، بل تسامح وإنصاف وحفظ للود وروابط الأخوة والصداقة، في حالة الوالدين فإن قبول اعتذار الأبناء هو مساعدة لهم على البر بهما.



الكلمات المفتاحية

الاعتذار مع الله الاعتذار ثقافة اعتذار النبي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يعتقد بعضنا أن الاعتذار عن الخطأ ربما يكون إظهارًا لنقطة الضعف الكامنة في داخلنا، وفضح لعوراتنا أمام الآخرين، على الرغم من أن الاعتذار عن الخطأ لا يمل