هناك أناس كأنهم وضعوا في طريقك يجبرونك على أن تغير المسار .. وأن تغير قراراتك، وأن تغير أفكارك، وأن تغير مشاعرك، وأن تغير حياتك، وأن تغير أحكامك، وأن تغير أولوياتك، وأن تغير سلوكك وطباعك .. هؤلاء الناس حضورهم له تأثير كبير.. كأن وجودهم له حكمة في أنك تُسَير لقرارات بكامل اختيارك !
هؤلاء الناس لن تصادفهم في حياتك كثيرًا .. فركز جيدًا.. لأن هناك رسائل كثيرة تأتينا عن طريقهم، لكننا للأسف نضيعها ويفوتنا كثير وكثير، ونحن غير مدركين .. في هذه الرسائل وارد جداً أن تجد استجابة لدعاء دعوته يومًا ما، ولم تأخذ بالك ما الذي يحدث، وأن هذا هو الرد من الله عز وجل !
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟أين قلبك؟
لكن عليك أن تعي جيدًا أن كل ذلك يحتاج منك إلى قلب مختلف لترى به كل ذلك .. أن ترى الأحداث والمواقف والأشخاص وتدابير الله عز وجل لك، ورسائله في كل هذه التفاصيل .. وهنا المعنى الحقيقي لقوله تعالى: «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ».. كثير من الناس يأتيه من الله الهدى على شكل شخص ما يوجهه، فيخسره سريعًا، يراه (خنيق) ويضيق عليه حاله، فيتركه، وهو لا يدري أن هذا الشخص إنما هو رسالة الله عز وجل له، لكي يفيقه ويعيده إلى الطريق القويم، قال تعالى يكشف هؤلاء الناس الذين يضيعون على أنفسهم أكبر الفرص للهدى: «إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ».
رسائل الله
للأسف أغلبنا يقع في هذه (الخية)، تأتيه رسائل الله عز وجل، فلا يفهمها، فتكون النتيجة ضياعها، على سبيل المثال، يرزق الله إنسان ما، زوجة مخلصة، وكلما دعته إلى العمل، وإلى طريق الهداية، تكون النتيجة أن (يشخط فيها)، ومع الوقت يتصور أنها تضيق عليه حاله ونزواته، فيخلص منها بالطلاق، لكن بعد فترة يكتشف الحقيقة، ويحاول العودة لكن بعد أن يكون فات الأوان، وتكون هي تزوجت ممن يقدرها.. فيندم، بينما لا يفيد الندم.. علينا أن ننتبه جيدًا لرسائل الله عز وجل، خصوصًا في الأشخاص من حولنا، من منهم هدية من الله، ومن منهم هدية من الشيطان.. الأمر بارز وظاهر جيدًا، والتفريق بينهما سهل جدًا، لكن يحتاج لوقفة مع النفس ولو قليلا.. فمن دعاك إلى هدى فاتبعه دون تفكير، ومن دعا إلى غير ذلك، فاحذر، يقول سبحانه: « فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».