القرآن الكريم، كلام الله عز وجل الذي أنزله على قلب خير البشر صلى الله عليه وسلم، فتخيل الأمر، كلام منزل من قبل الخالق العظيم، وعلى من؟.. على خير الآنام عليه الصلاة والسلام.. إذن عند التوقف أمامه لابد لنا من عبرات كثيرة، وتركيز شديد، لأننا أمام معجزة لم يجد بها الزمان يومًا، ولن يجود حتى قيام الساعة، فهو الكتاب المحفوظ من الله عز وجل بذاته العليا، مهما تآمر المتآمرون، فالله به حفيظ، قال تعالى يوضح ذلك: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، إذن علينا ونحن نلجأ إليه أو نقرأه، أن نكون حريصين على التعلم والفهم، واليقين في أنه يحمل لنا كل الخير والتوجيه الصحيح في الحياة الدنيا، والاستعداد الجيد للآخرة.
قيم عظيمة
القرآن الكريم، يحمل لاشك قيم عظيمة كبيرة وكثيرة جدًا، الوقوف أمامها يحتاج لآلاف الكتب، والمفسرين، لكن بشكل مبسط علينا الوقوف قليلا أمام قيمة من هذه القيم العظيمة، وهي: قيمة العطاء والتسامح والمشاركة في بناء المجتمع، يقول المولى عز وجل: لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»، إذن ليس الأمر بالمشقة وإنما لهدف أسمى يحمل كل معاني العطاء وتحقيق الخير والرشاد للفرد والمجتمع، فما القرآن إلا رحمة من رحمات الله بعباده.. به نهتدي لسبل الأولين وما كانوا عليه، وخلاص الحاضرين والقادمين، قال جل شأنه: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» (الإسراء: 9)، فيؤكد أهل العلم والمفسرون أن به الحياة الأرقى والأنقى، حيث لا يقع ظلم بسببه على أحد، ولو جعل البعض بعض نصوصه سببا في شقاء الخلق بتأويل سيء أو بتحريف أو جهالة.
اقرأ أيضا:
لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)أحسن الحديث
القرآن الكريم، هو لاشك أحسن الحديث، وأصدقه، من تبعه نال ما تمنى ووصل إلى ما يريد ويسعى، ومن غفل عنه تعب وكد دون فائدة، كما قال الله تعالى: «الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» (الزمر: 23)، فهو لاشك وسيلة لزيادة الإيمان وترقية القلب، والسمو عن صغائر البشر العادية، قال عز وجل: «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا» 0الأنفال: 2)... ولم لا يكون القرآن أحسن الحديث؟.. وهو المنهاج الذي وضعه الله لعباده، يهتدوا بهديه، يبين لهم ما أشكل عليهم، يحفز الهمم ويقود إلى الحق، بل هو هدى المهديين، وأمان الخائفين.. فمن حمله ولو كلمة منه كان محفوظًا به، تلك هي المعادلة، إذا أردت قيم القرآن وخلقه، عليك بحمله في قلبك وقراءته ليل نهار، تنل خيري الدنيا والآخرة.