ربما يكون ارتداء الأطباء للونين الأخضر والأزرق أثناء العمل خاصة في غرفة العمليات، من اللافت لدى البعض والمثير للتساؤل .
فلم لا يرتدون ملابس من اللون الأبيض أو غيره من الألوان ؟!
وهل هذه الملاحظة جديرة بالتساؤل، والاهتمام، والبحث، وإيجاد إجابات لها؟!
الإجابة وفقاً للموقع الطبي boardvitals أن هذه الممارسة التي تبدو غير مهمة، أو عابرة، لدى البعض، من الممكن أن تؤثر في نجاح العملية الجراحية!
وتبدأ القصة، منذ جائحة الإنفلونزا عام 1918 وظهور نظرية المطهرات التي أدت إلى استخدام الأقنعة الجراحية، والقفازات المطاطية ، والسترات، والقبعات المطهرة، وبعد فترة وجيزة، بدأ الجراحون في ارتداء اللون الأبيض أثناء الجراحة لربط أنفسهم بلون النظافة، إلا أنهم بدأوا في إدراك المشكلات المتعلقة بارتدائهم اللون الأبيض.
أولها، أن اللون الأبيض النظيف يمكن أن يصيب الجراحين بـ"العمى" لعدة لحظات، إذا قاموا بتحويل نظرهم من اللون الداكن للدم، باتجاه ملابس زملائهم. يحدث نفس التأثير عندما تخرج لأول مرة في الشتاء وترى ضوء الشمس ينعكس على الثلج هذا يسبب انعدام الرؤية للحظات، وبدأ الأطباء يعانون من الصداع بسبب التحديق في الملابس البيضاء لزملائهم لفترة طويلة، وعندها تحول أحد الأطباء المؤثرين إلى ارتداء اللون الأخضر عند الجراحة، لأنه اعتقد أنه سيكون أسهل على عينيه، وفقاً لمقال عام 1998 في Today’s Surgical Nurse.
بعدها، بدأ الجراحون في جميع أنحاء العالم في تغيير ملابسهم البيضاء إلى الأزرق أو الأخضر. وقد سهل هذا الأمر أيضاً على الموظفين في المستشفيات الذين واجهوا مهمة صعبة للغاية تتمثل في محاولة إزالة بقع الدم من ملابس الأطباء.
اقرأ أيضا:
متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟سبب آخر يتعلق بتركيز الجراح العميق على اللون الأحمر أثناء العملية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تشتيت الأوهام الخضراء على الأسطح البيضاء. لذلك إذا قام الجراح بتحويل نظره بسرعة من الأحشاء الدموية إلى المعطف الأبيض مثلاً، فقد يظهر وهم أخضر من الداخل الأحمر للمريض على الخلفية البيضاء. ستتبع الصورة المشتتة نظر الجراح أينما نظر، على غرار البقع العائمة التي نراها بعد فلاش الكاميرا.
وفقاً لباولا بريسان، التي تبحث في الأوهام البصرية في جامعة بادوفا في إيطاليا تحدث هذه الظاهرة لأن الضوء الأبيض يحتوي على جميع ألوان قوس قزح، بما في ذلك الأحمر والأخضر والأزرق، لكن المسار الأحمر لا يزال متعباً، لذا فإن المسار الأحمر مقابل الأخضر في الدماغ يشير إلى «تدرجات اللون الأخضر والأزرق». ومع ذلك، إذا نظر الطبيب إلى الزي الأخضر أو الأزرق بدلاً من الأبيض، فإن هذه الصور المشتتة للانتباه ستزول تماماً ولن تحدث أي مشكلة، وفقاً لأبحاث الأوهام البصرية.
أما أحد أهم أسباب ارتداء الأطباء في غرفة العمليات لللونين الأخضر والأزرق، فهو أنهما عكس اللون الأحمر في طيف الضوء المرئي، وأثناء العملية، يركز الجراح دائماً على الألوان الحمراء. اللون الأخضر مناسب تماماً لمساعدة الأطباء على الرؤية بشكل أفضل في غرفة العمليات، لأنه عكس اللون الأحمر تماماً على عجلة الألوان.
ولهذا السبب، فإن اللونين الأخضر والأزرق لا يساعدان فقط في تحسين حدة نظر الجراح ، بل يجعلهما أيضاً أكثر حساسية للظلال المختلفة من اللون الأحمر. وبالتالي، يساعدهم في إيلاء اهتمام أكبر للفروق الدقيقة في علم التشريح البشري، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية ارتكابهم خطأ أثناء العملية.
اقرأ أيضا:
"جزاء سنمار".. تعرف على قصة "سنمار" ولماذا أصبح مضرب الأمثال؟ اقرأ أيضا:
قرية يابانية تعاني من قلة عدد السكان تستعين بالدمى!