كان مقتل الإمام علي رضي الله عنه نهاية لعصر رشيد وبداية عصر جديد تحوّلت الخلافة فيه إلى المُلْك، وفي أول خطبة للصحابي معاوية بن أبي أبي سفيان قال : " أنا أول الملوك".
رؤيا عجيبة:
كان الإمام علي يدخل المسجد كل ليلة فيصلي فيه، فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها قلق تلك الليلة، وجمع أهله.
وقال الحسن: دخلت على أبي ليلة قتل صباحها فوجدته يصلي، فلما انصرف.
قال: يا بني، إني بت البارحة أوقظ أهلها لأنها ليلة الجمعة، صبيحة قدر لسبع عشرة من رمضان فملكتني عيناي، فرأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
فقلت: يا رسول الله، ماذا لقيت من أمتك من اللأواء والخصومة، فقال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم من هو شر مني.
قال الحسن: فبينما هو يحدثني إذا جاء مؤذنه فأذنه بالصلاة، فلما خرج المؤذن بين يديه، ونادى بالصلاة اعترضه ابن ملجم قبحه- الله تعالى- فضربه على دماغه فانتبه وكان سيفه مسموما.
وضربه شبيب فلم يصبه لأن ضربته جاءت في الطاق ونادى علي: لا يفوتنكم الرجل، فشد الناس عليهما في كل ناحية فهرب شبيب، وقبض على ابن ملجم.
فقال علي- رضي الله تعالى عنه-: أطعموه واسقوه، فإن عشت فأنا ولي دمي فإن شئت أن أعفو أو أقتص، قال تعالى: "والجروح قصاص" [المائدة 45] .. وإن مت فاقتلوه كما قتلني "ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين".
عملية الاغتيال:
قال أهل السير: انتدب ثلاثة من الخوارج عبد الله بن ملجم المرادي، ، المبارك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب، ومعاوية وعمرو بن العاص.
فقال: ابن ملجم: أنا لعلي، وقال ابن المبارك: أنا لمعاوية، وقال الآخر: أنا لعمرو، وتعاهدوا أن لا يرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه.
وتواعدوا ليلة عشرة من رمضان، فتوجه كل واحد إلى المصير الذي فيه صاحبه الذي يريد قتله، فضرب ابن ملجم عليا بسيف مسموم في جبهته، فأوصله إلى دماغه في الليلة المذكورة ليلة الجمعة.
ومن جهل ابن ملجم وضلاله لما ضرب الإمام علي قال: فزت، ورب الكعبة.
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"