كثيرة هي الأمور التي توقع الإنسان في الندم، لكن، بعد فترة من الوقت يرة نفس الإنسان أن الأمر لم يكن يستحق.. لكن ما هي الأمور التي إن تركتها وندمت عليها، كانت بالفعل تستحق الندم؟.. أوتدري أن أمرًا ربما يندم عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها.. ألا وهو ترك القرآن الكريم،.. نعم ترك أو هجر المصحف سنندم عليه أشد الندم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فمن أعظم الآيات التي تحدثت عن الندم من هجر القرآن، والتحذير منه، هو الشكوى العظيمة التي يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لربه من أن الكافرين هجروا القرآن الكريم، قال تعالى: « وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا » (الفرقان: 30) فقد أعرضوا عن القرآن العظيم وهجروه، وتركوه، مع أن الواجب عليهم، الإيمان به، والانقياد لحكمه.
هؤلاء ندموا على هجر القرآن
تخيل أن عظماء في الإسلام، أثبتوا ندمهم في حياتهم على هجر القرآن، ومن هؤلاء:
- سفيان الثوري الذي قال عن ذلك: «ليتني كنت اقتصرت على القرآن » .
- ابن تيمية : حيث قال « وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن » .
- سفيان بن عيينة : والذي قال « والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله ، فمَن أحب القرآن؛ فقد أحب الله ، افقهوا ما يقال لكم » .
- ابن مسعود : حيث قال « إذا أردتم العلم ؛ فانثروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين » .
- وقال أبو هريرة: « إن البيت الذى يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين ، وإن البيت الذي لايتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين ».
- وقال الحسن البصري: « والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة فقر ».
اقرأ أيضا:
من نزع الروح إلى تحلله لتراب.. لماذا يبدأ الموت من حيث انتهى خلق الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)لن تشبع
ربما يشبع العبد من المال، أو خير الطعام، لكن العبد الصالح الحقيقي إنما لا يشبع أبدًا من القرآن الكريم، هكذا قال سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه: «لو طهرت القلوب ، لم تشبع من قراءة القرآن »، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إن هجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه، والإيمان به، والثاني: هجر العمل به، والثالث: هجر تحكيمه ، والرابع: هجر تدبره، والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به… إذن في القرآن كل أمور حياتنا فمتى تنبهنا لذلك وعدنا إلى القرآن قبل فوات الأوان؟.